
درسنا منذ سنوات حالات إصلاحية كثيرة وكان القياس الأخير لنموذج الإمارات وقطر في طريقة احتضان الإبداع وتطبيقه على أرض الواقع وكم هي جميلة تلك النماذج! يقول علماء القيادة والإدارة في تشبيهاتهم إن الإصلاح كالطير له جناحان؛ واحد يمثل المنظومة الإدارية والآخر القيادة، ومن دون صلاح الجناحين فلن يتمكن طائر الإصلاح من الطير ولو كان عنده نفوذ وواسطة! إذا بلغ الأمر في القياديين السوء حتى «فاحت ريحتها» لدرجة أن البعض يُزاح من منصبه ويعود بقرار… إنها «النفوس» التي تقودنا وما نراه هو مسمى قيادي له مميزاته «ويمكن يسحبونها» ومكتب وسكرتارية ومقص وشريط لكن فكريا… لا قيادة ولا هم يحزنون! عندما نذهب للدول المجاورة ونشاهد المستشفيات والجامعات وأطلب من الذاكرة كم مشهد من الكويت أشعر للأمانة أننا فعلا في بلد غريب عجيب!كان يقول لي بعض المسؤولين: «طيب شالحل؟». يا أخي سهلة: مثلما تبني الكويت جامعات في الخارج وطرقا… دعها تنفذ بنفس الطريقة ولا تقول ما أقدر!
الناس وأعني هنا البسطاء ولا علاقة لي بمن له أجندة أو محسوب على تيار يشعرون بفقدان الأمل بالإصلاح لأن الحاصل أن كلمة الإصلاح ذاتها تحتاج لمن يترجمها لأصحاب القرار لأنه استنتاجيا نستطيع القول إما إن «الجماعة» عاجبهم الفساد والتخلف الإداري والتيه القيادي أو انهم لا يعرفون أن الإصلاح مفهومه غير.
أنت لن تستطيع أن تصلح ما دامت طريقة تعيين القياديين«إذنك/خشمك»… وفوق هذا يجب على القيادي الذي لم تنته مدته أن ينفذ ما يراد منه وإلا «يقضب الباب»… و«روح اشتكِ»!
وفلسفة صياغة القرارات ومناقشتها أمر آخر لم نتطرق له ولن نتطرق لأن الأساس إذا فقد فكيف لك أن تبني عليه!
مواقف للتوضيح: سألت مدير مدرسة عن إمكانية نقل طالب من مدرسة حكومية إلى خاصة… ورده لو علم به وزير التربية والتعليم العالي «كان علوم»… الأخ مدير المدرسة يقول: روح للوزير!
وذهبت للصحة المدرسية لطلب موعد لعلاج ابني.. وطلب مني الحضور بعد صلاة الفجر لوضع البطاقة المدنية «عشان يحوشك الدور»… ولا المستوصف يعالج ولا مركز المستشفى يستقبل الأطفال!
وتشتكي من حفر بالشارع ويأتي الجماعة بمعداتهم و«شوية أسفلت» وبعد شهرين تعود الحفر!
هذا حصاد من «عور» رأسنا بتنظيره عن الإصلاح وهو في الكويت… وممكن يكون دفعه صحيحا إذا افترضنا أن المناطق التي نعيش فيها بعيدا عن العاصمة لا تقع ضمن أولويات أحبتنا القياديين!
أما الازدحام المروري فالحديث عنه مختصر… في الأمس هناك معدل 4 ساعات هي الذروة والطرق يعني سالكة أما الآن فساعات الذروة تقريبا معظم الأوقات والبركة في التركيبة السكانية التي «حذفت» رخص القيادة للوافدين ناهيك عن الشاحنات!
لذلك… لا تحلم بطائر الإصلاح وإن كان «محنطا» أمامك وخلفك فهو بلا أجنحة فلا ترجو منه القدرة على الطيران ولو أنني لا أريد له أن يطير.. على الأقل «يرفرف» ومن ثم يطير ولو لسنة واحدة…والله المستعان!