آراء

العازمي : المعارضة… ومن «يطق هرن والشارع فاضي»!

د. تركي العازمي :د تركي العازمي

بعد مقال (الإرادة الشعبية وعقدة «…بكيفي»!) كنت قد تلقيت اتصالا من أحد الزملاء القدامى معلقا على عبارة «يطق هرن والشارع فاضي»، وكتبت عندها بعض الملاحظات ونسيتها…واليوم وجدتها بين الأوراق!

صاحبي هذا كان من ضمن المعارضة «المحترمة»…صاحب رأي وفكر ومعارضته تصب في خانة توجيه النصيحة ولم أذكر قط أنه قد تلفظ بعبارات غير لائقة أو تجاوز حدود النقد البناء!

عندما نتحدث عن المعارضة «المحترمة» فأنا أول من يؤيدها لأنه ببساطة بمثابة تفعيل مبدأ «الدين النصيحة» أما من يحكم على «تحلطمنا» إزاء القضايا العالقة محليا من منظور قيادي و إستراتيجي بأننا معارضة بمفهومها «المقلوب» فهو أشبه بمن «يطق هرن والشارع فاضي»!

أنت كفرد ضمن مجموعة من السواد الأعظم…لديك أب وأم وزوجة وأبناء وإخوان وأخوات وأقرباء وجيران…لو جمعتهم ينتج لك الخليط الاجتماعي فالمجتمع نواته «الأسرة»!

كنت أقول لصاحبي…«البعض الله يهديهم…يحكمون عليك لمجرد وقوع أعينهم على مظهرك الخارجي…لا يستمع ولا يحاور فقط من شكلك يحكم: يا تعجبه أو لا»!

هذه النظرة تولد حالة تنافر…تبعد ولا تقرب والسبب خطأ في التقدير ومعيار قياس ثقافة الفرد وتوجهه.

أنا لا أجبرك على أن «تحبني»…لكن على الأقل احترمني واحترم أصحاب الفكر البناء ممن رسموا خطا مستقيما لطرحهم من دون تجريح أو إساءة لأحد.

صحيح أن الساحة إعلاميا «مقلوبة فوق تحت» بس هذا لا يعني أنك تسير مع أهوائها…أهواء الأنفس التي تحرك أمواجها.

هذا مع تلك المجموعة وذاك ضد هذه الفئة والمجاميع المعتدلة التي فهمت أسلوب المعارضة المتحضرة «المحترمة» لا تقبل بالإساءة ولهذا السبب لا تجد لها مكانا بين المجاميع «المتطاحنة»!

إنها سوء القيادة يا سيدي…هذا ما ذكرته لصاحبي فلو أن لدينا قيادة سليمة لوجدت كل صاحب فكر نير قريب من أصحاب القرار بغض النظر عن شكله أو عبارة أطلقها وأسيء فهمها!

حتى في منهجية البحث العلمي وهي أبسط الأمور للحكم على أي مسألة أو ظاهرة خاصة بالبحث وأعني تلك المتعلقة بالجوانب الاجتماعية يفترض أن يبرز الباحث كل الجوانب ذات الصلة بالمسألة أو الظاهرة وأصلها وما كتب عنها حتى تاريخ بحثه وبالتالي تأتي الاستنتاجات مبنية علميا.

نحن بحاجة لأن نعزز مفهوم الحوار الإيجابي حول القضايا العالقة ومن الحوار نستطيع حصر المعارض المحترم من المعارض الذي «يطق هرن والشارع فاضي»!

أعلم بأنه مفهوم فلسفي غريب على البعض لكن الحق أحق له أن يتبع ولهذا قال المولى عز شأنه في محكم تنزيله «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»!

ليس هذا فقط الغريب بل الغرابة غير المنطقية أن تجد البعض يفسر كلامك «على هواه»…وهذا سبب تخلفنا اجتماعياً.

مما تقدم٬ أرى أننا أحوج قيادياً لأن نلتفت إلى من «يطق هرن والشارع فاضي»، وإن لم نستطع ردعه فعلى الأقل «نفصل الهرن» عن هوى نفسه ونحاول أن نعالج قضايانا مع من يستحق فتح باب النقاش معه ومن يستوعب أهمية «الاستشارة»…والله المستعان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى