Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

العازمي :وزارة الصحة و«الذكريات المؤلمة»!

د. تركي العازمي :د تركي العازمي

كنت أعتقد أن منظر مريض في ممر بالجناح ينتظر سريرا متوقعا في مستشفيات العدان٬ الفروانية٬والجهراء وربما مبارك لكن أن يظل مريض ينتظر يومين في مستشفى الأميري لم أتوقعه وزد على ذلك سحب عينات الدم من المرضى في الممر ولهذا جاءت فكرة هذا المقال!

عندما تعود إلى الوراء… للفترة ما قبل الثمانينات فستجد كل ما تشاهده يندرج تحت «الذكريات المؤلمة»!
إنها مؤلمة لكل إنسان يؤمن بأن صحة الإنسان «خط أحمر»… مؤلمة عندما تفكر في الأمر من عين المخلص للبلد فالمريض إما أنت أو أحد والديك أو أفراد أسرتك أو صديق عزيزأو أي إنسان آخر.
ما الذي نحتاجه للرقي بالخدمات الصحية؟
أمر بسيط للغاية: فلوس «موجودة» ٬ مستشفيات جديدة «الآراضي والمساحات الفضاء حول المستشفيات الحالية كبيرة»٬ كوادر طبية على قدر عالٍ من الاحترافية، هذه الجزئية «لك عليها» وقياديين أصحاب قرار أخلاقي وأيضا هذه الجزئية «لك عليها» وتنفيذ للمشاريع بشكل احترافي وهذه الجزئية «سلم عليها»!

ما الذي يدفعك للبحث عن واسطة للحصول على موعد قريب؟ وما المبرر لعدم افتتاح مستشفى منذ العام 1986؟

والأهم «التعقيم» وقيادات وزارات الصحة يعلمون عن الأجنحة التي تم إغلاقها بسبب انتشار الفيروسات بينما الحال في الثمانينات مختلف حيث منحت آنذاك عناية خاصة!

أستغرب من عدم استغلال الأراضي الفضاء حول المستشفيات… لماذا لم يتم بناء أبراج متعددة الأدوار ومواقف سيارات متعددة الأدوار وربط المراكز بجسور مكيفة وممشى كهربائي؟!

إذا بلغت الحال إلى هذه الدرجة من السوء في إعداد وتنفيذ المشاريع الطبية٬ فما العائق من دعوة كبرى الشركات العالمية لتبني لنا مستشفيات بنفس التكلفة (يضاف كم مليون تكاليف نقل وخلافه.. ملايين لا مئات أو مليارات)، وشركات استشارية كبرى تتولى عملية إدارة منشآتنا الطبية وتقييم الكوادر الطبية؟

إننا نتحدث عن المثالية… وإن كانت غير محببة لدى أصحاب المصالح فإنها مطلب شرعي بعد أن «فاحت الريحة» فصحة الإنسان لا يجوز الاستهتار بها تحت أي ظرف من الظروف!

تخيل لو أن قريبا لك اكتشفوا نزيفا في بطنه، وتم فتحها وترك مفتوحا دون علاج… فقط تخيل ذلك؟

تخيل لو ان والدك الكبير أصيب بجلطة لا سمح الله ويأتيك الطبيب ليقول «كبير سن….و…» أو تخيل أيضا لو ان أحد أطفالك لا سمح الله لديه مشكلة في الدم و«بهذلوا» يديه من كثر أخذ العينات وفوق هذا لم يتوصلوا للتشخيص وبعد أن تأخذه للخارج يجد العلاج «هذا إذا عندك واسطة»!

هل نحن نتحدث بلغة يستطيع أصحاب القرار قراءتها وفهمها أم أننا في وادٍ هم في معزل عنه؟

السؤال الذي يبقى من غير إجابة هو: إلى متى ونحن من سيئ إلى أسوأ أكبر منه؟

لقد أصبحت صور الفشل أكبر من الخطوات الإصلاحية التي تتقدم على استحياء وبلدان من حولنا تشهد قفزات إصلاحية ونهضة عمرانية هائلة؟

وإن كنت تريد من الزيادة بجانب وزارة الصحة: شبكة الجسور التي ننتظر الانتهاء منها٬ نريد منك قيادة مركبتك لجسر معلق جهة دوار العظام… ذلك الجسر من دون حارة امان يعني لو تعطلت مركبة أو وقع حادث فأنت تحتاج إلى «طائرة عمودية» لنقل المصاب و«كرين» كبير لرفع المركبات المتضررة و… عليك تخيل الأمر وحكاية انقطاع الكهرباء وتكييف المحولات «شيء يفشل»!

كثيرة هي الذكريات المؤلمة التي يزف قيادات الفشل صورها لنا مع كل يوم!

الزبدة… وزارة الصحة وأغلب مؤسسات الدولة التي تقدم خدمة للمواطن والمقيم يجب أن تعاد إلى ما كانت عليه، وأن يبتعد أصحاب القرار عن المجاملات، لأن التعامل مع الجمهور واحتياجاته من المهارات والقدرات التي قلما نجد من قياديي اليوم من يفهمها على حقيقتها… والله المستعان!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى