آراءمحلي

العازمي : وزير التربية ومأزق «الاختصاصي الاجتماعي»!

د. تركي العازمي:د تركي العازمي

من محاسن الصدف أن تقع عيني على خبر نشر في جريدة «الأنباء» عدد السبت 31 يناير 2015 مفاده ان وزارة التربية في مأزق بسبب نقص في مهنة الاختصاصي الاجتماعي والنفسي، وأنه من المتوقع تعيين نحو 200 شخص خلال الفترة المقبلة!

من محاسن الصدف لأن وزير التربية دكتور بدر العيسى أستاذ علم اجتماع يعني كل ما سنذكره في هذا المقال سيجد صدى طيباً منه لأننا كالعادة نوجه النصيحة.

بعيدا عن المسميات أخاطب أخي بدر العيسى كمختص في علم الاجتماع عبر مقالة فيها نقاط تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن قياديي وزارة التربية «ما ينقنص فيهم»!

في 8 أبريل 2014 ٬ كتبت مقالا عنوانه «وزير التربية وحق الاختصاصي الاجتماعي المنتهك» وراح المقال وقرأه من قرأه بمن فيهم قياديو وزارة التربية لأنه من الطبيعي أن يكون كل ما ينشر متابعاً من قبلهم وإدارة العلاقات العامة…. ومضت أشهرعدة حتى جاءت الفكرة في الخبر الذي نشر قبل أيام!

الاختصاصي الاجتماعي مهمته في غاية الحيوية ولها آثار طيبة لمن يفهمها وأظن دكتور بدر العيسى يقدر هذا الدور.
الاختصاصي الاجتماعي دوره شبه مهمش وغرفته أشبه بالمنسية وعلى الرغم من هذا وذاك يكلف بأعمال لا علاقة لها بصميم عمله من أمور إدارية تخص شؤون الطلاب والسكرتارية بالمدرسة ومن الناحية المادية لا يمنح مزايا ولا راتبا أسوة بالمدرسين!
لا حظ معالي الوزير… الاختصاصي الاجتماعي مسؤول عن الطلبة كل الطلبة وأولياء الأمور ومدير ومساعدي المدير وفوق هذا… «لا يجد التقدير والاهتمام»!
ولاحظ ما ذكرناه في ذلك المقال وأتمنى أن توجه لقياديي الوزارة السؤال التالي:
ما هو انطباعكم عن هذه الوظيفة الحيوية؟… وإذا كنت تعلمون إنها وظيفة طاردة: أين أنتم من القرارات التصحيحية الواجب اتباعها؟

الاختصاصي الاجتماعي يعمل كمرشد طلابي ويتميز بالثقافة الاجتماعية التي تجعله صمام أمان لرفع كفاءة العلاقة والتفاعل بين البيت والمدرسة.

الاختصاصي الاجتماعي يستطيع التنبؤ بالظواهر السلبية بين الطلبة ويستطيع عمل بحوث ميدانية لو تم تحفيزه للخروج في توصيات من شأنها تقويم الاعوجاج في سلوك الطلبة ناهيك عن قدرته على تحمل «ثقافات» أولياء الأمور التي يبدو أن بعضها فيها من «الهرطقات» الاجتماعية التي تؤثر في الاختصاصي الاجتماعي ومع هذا يتحمل «الجمل بما حمل»!

من يعتقد بأن التعليم فن… عليه أن يفهم أن التربية علم والتعامل مع الطلبة وشؤونهم ومظاهر سلوكياتهم علم قائم يطلق عليه علم الاجتماع.
لذلك٬ أعتقد بأن مسألة النقص في مهنتي الاختصاصي الاجتماعي والاختصاصي النفسي لم تكن دخيلة على الساحة التربوية إنها تراكمات من الإهمال أدت إلى عزوف كثير من الاختصاصيين الاجتماعيين لأنها ببساطة وظيفة طاردة.
إن وزارة التربية مطالبة بمراجعة فورية لكادر التدريس وراتب الاختصاصي الاجتماعي كي تكون المعالجة عادلة وعندما تقتنع قيادات التربية بدور الاختصاصي الاجتماعي بعدئذ نرى بأن الوزارة مطالبة بحث الاختصاصيين للدخول في حيز الإبداع من خلال بحوث خاصة في كل القضايا التي يعاني منها الطلبة من قصور في التعلم٬ وهبوط في مستوى الأدب٬ وتثقيف لأولياء الأمور كي نخرج في محصلة طيبة عنوانها طالب قادر على التعلم بقالب تربوي حسن إضافة إلى توطيد العلاقة مع أولياء الأمور «البيت»!

هذا ما نراه في مهنة الاختصاصي الاجتماعي «المنسية» ونتمنى من المولى عز شأنه أن نكون قد وفقنا في عرضها كنصيحة من قلب محب وكولي أمر عايش وضع الاختصاصي الاجتماعي عن كثب… والله المستعان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى