
في أيام المجالس ذات المخالب والأنياب والصوت العالي قال نائب إسلامي من أبناء القبائل لرئيس مجلس الوزراء آنذاك مازحاً «إن أردت استقراراً في حكومتك فاختر جميع وزرائك من أبناء القبائل، فنوابهم سيتولون الدفاع عنهم ضد أي استجواب». وهي مقولة لا تزال تثبت صحتها حتى الآن، فما أن أعلن النائب الدكتور عبد الله الطريجي عن نيته استجواب الدكتور عبد المحسن المدعج – نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة- حتى تم تسفيه الاستجواب والمستجوَب، ومرّ الاستجواب دون أي أثر يذكر، ولكن عندما هدد النائب الدكتور عودة الرويعي والنائب سلطان اللغيصم باستجواب المهندس عبد العزيز الإبراهيم تقدم الإبراهيم باستقالته التي قبلت فوراً، بل عينت الحكومة بديلاً له خلال 48 ساعة، لأنه يعرف بأن الحكومة لن تقف معه، ولن يجد من يدافع عنه من النواب، فقد وقف في وجه الفساد والتجاوزات والمناقصات المشبوهة. وأتذكر حديثَ وزيرٍ ورجلِ أمنٍ سابقين من أبناء أسرة الحكم للإعلام بأن هناك ثمناً لكل استجواب وثمناً لكل تصويت، ففعل فِعلَ من سبقوه من وزراء الحضر مثل: د. يوسف الإبراهيم، د. حسن الإبراهيم، السيد محمد السنعوسي، مصطفى الشمالي، د. معصومة المبارك، والقائمة طويلة، ووفر بذلك على نفسه العناء وعلى غيره الخسارة والتمثيل. ويقول من عرف المهندس عبد العزيز الإبراهيم وعمل في وزارتي الكهرباء والماء والأشغال العامة أو زامله في مجلس الوزراء بأنه من أكثر الوزراء نزاهة وجهداً ومقاومة للفساد وتنبأوا بما حدث له منذ زمن، لرفضه التوقيع على مناقصات ذات مبالغة في الكلفة وعدم التقيد بالمواصفات لا عن ضعف ولا تردد بل حرص على المال العام. يقول النائب راكان النصف: «إنه نجح في تنظيف الوزارة من الفاسدين»، ويقول النائب أحمد القضيبي: «إن استقالته جاءت بسبب نيران حكومية صديقة»، ويقول النائب فيصل الشايع: «لقد كان الإبراهيم يشكل وهند الصبيح ثنائياً جباراً ضد الفساد، ويا خوفي على هند من مصير عبد العزيز». ولكن هل كل هذه الشهادات كانت ستشفع ويبقى المهندس عبد العزيز الإبراهيم في منصبه ويفشل الاستجواب؟، لا أظن ذلك، فقد «طاح الحطب» ودُبّر الأمر بِليلٍ، و«قَص» أبو عبد الوهاب الحق من نفسه، وترجل مرفوع الرأس، طاهر الثوب بشهادة الجميع.