ذعار الرشيدي – الأنباء:
نعم إسرائيل دولة ديموقراطية، بل وتعتبر أكثر دولة ديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط متفوقة بذلك على تركيا المسلمة بل ومتفوقة في نظامها الديموقراطي على بعض من أعرق وأقدم الديموقراطيات في العالم، وهذا جزء مما يصدره الإعلام لنا على مر سنوات، ويصورون لنا كيف أن أغلب دول العالم العربي تعاني مما يعرف بالديموقراطيات العرجاء أو اللاديموقراطيات من الأساس، وطبعا هذه حجة بعض المتصهينين العرب ممن يتشفون في حماس ويدللون على الجانب المشرق من إسرائيل الدولة كنوع من التبرير لما يذهبون إليه من الهجوم على حماس.
والحقيقة نعم أن إسرائيل دولة فارعة الطول في الديموقراطية، وتتميز بنظام عدالة اجتماعية يندر وجود مثيل له في منطقتنا، ولكن لكونها بلدا «كشخة» ديموقراطيا ذلك لا ينفي أبدا أنها تمارس القتل ضد المدنيين بشكل يومي، وأنها زرع شيطاني وإن أخذت شكل الدولة، ديموقراطيتها التي لا وجود لمثلها في بلداننا لا تعني أبدأ أنها ليست إرهابية.
بمعنى أدق، لمجرد أنك رجل غني تحسن معاملة أبنائك هذا لا يعفيك من العقوبة إذا ما ارتكبت جريمة قتلك، فغناك وحسن معاملته لا يعفيك من المساءلة الجنائية، وإسرائيل مع كل شيء دولة قاتلة، دولة ارهابية، وهذا أمر يتفق عليها العقلاء من أي مذهب وملة وعرق، فما تفعله إرهاب دولة ضد مدنيين عزل، حماس وصواريخها قصة أخرى، ولكن القصة الأخطر اليوم أن هناك من العرب من يحاول ألا يبرر فقط لإسرائيل فعلتها، بل يحاول أن يسوغ الأمر، أرواح تصعد إلى بارئها بالعشرات على يد قوة إرهابية وهناك من بين ظهرانينا نحن العرب من يحاول أن يبرر فعلة إسرائيل، وإن كانت إسرائيل تفعل ما تفعله كون ذلك جزءا من عقيدتها العسكرية والسياسية بل وعقيدتها التي كونتها في الأصل كدولة، فلا مبرر للعرب المتصهينة من الدفاع عن إسرائيل… كراهية في حماس.
شعارهم هو باختصار «ليس حبا في إسرائيل ولكن كرها في حماس»، منطق مريض أعوج يخلو من الإنسانية ناهيك عن أنه أصلا يخرج من الملة إذا ما تم تطبيق الحكم الشرعي المؤصل عليه.
هؤلاء العرب المتصهينة ليسوا ظاهرة جديدة في المشهد السياسي، ولكن كثرتهم وانتشارهم وإعلانهم عن صهيونيتهم غير المباشرة هي الظاهرة الجديدة، وهؤلاء هم أخطر من إسرائيل ألف مرة، فإسرائيل أولا وآخر ستكون وستظل عدوا باتفاقنا واتفاق عقيدتهم ضدنا، ولكن هؤلاء العرب المتصهينة يفترض أنهم جزء منها وأننا نتفق في العقيدة التي خرقوها ليتبعوا ملة… الصهاينة، لسبب سياسي رخيص سيزول بعد عام أو أقل.
