آراءدولي

الشيباني : بحيرة إيطالية ..!

محمد بن إبراهيم الشيباني:

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني
بمناسبة محاولة عودة الجيش الإيطالي إلى ليبيا مرة أخرى، بعد استعماره لها حقباً طويلة، قال موسوليني بالأمس عن ليبيا: «هذا البحر المتوسط هو بحيرة إيطالية». كما أن اليهود يرون فلسطين أرض الميعاد وتحت الأقصى هيكل سليمان، كذلك يعتقد الفرنسيون أنهم كانوا هناك في الشام في يوم من أيام القرن الماضي، وكذلك البريطانيون يرون أنهم أسياد البحار والمملكة التي لا تغيب عنها الشمس، ولهم حق في دول كثيرة، مثل الخليج العربي ومصر والعراق والهند وغيرها، وهكذا الدول الاستعمارية كلها ترى أن الدول التي ذكرت دولها، لها الحق في أن ترجع إليها لحمايتها من الإرهابيين وتحريرها منهم، لا سيما عندما ألا يتأثر النفط ومصانعه! هم صنعوا كل هذه الثورات البائسة وتنظيماتها لتكون لهم مبرراً للعودة.وفي معرض كلامنا هذا لا ينبغي أن نغفل أم الدواهي والمكائد والجريمة بأشكالها كافة، وهي أميركا التي تدير العالم باستباحة دم المسلمين والعرب في كل مكان في دولهم، حتى اللاجئ الفار لم يعتقوه ويتركوه في شأنه ليعيش ما تبقى من حياته.
لقد قلت في مقالات ماضية توقعوا الذبح الرخيص القادم في اليمن، ودلالته هجرة أركان السفارات الأجنبية وأميركا والعربية والخليجية وإغلاقها، وتوقعوا فتنة أخرى ستصيب المغرب العربي، غير ليبيا التي ستغزى مرة أخرى كما ذكرت.
لن يتركونا نهنأ، نهدأ، نعيش بسلام وأمان في أوطاننا، هم هكذا عاشوا في الجريمة وللجريمة، وكانوا روادها في عصورهم السالفة، يكرهوننا ولو قدمنا لهم ماء أعيننا وليس نفطنا، فإن لم يحدثوا هنا حرباً وهناك فتنة فكيف توضع الميزانيات، وتحلب الدول النفطية الغنية وترضخ الدول الفقيرة لهم؟!
القاعدة وداعش أصبحتا شغلهم الشاغل في حربنا وتخريب ديارنا، هم ينشئونهما ويدعمونهما، ونحن لابد (حكومات وشعوب) ـ أن ننشغل معهم وبهم!
أما آن لهذا الذل أن ينتهي؟ وأن يخطط العرب لأن تكون لهم الكلمة القوية التي يحسب لها ألف حساب؟ فترعد وتزلزل حتى يقف هذا النزيف، الذي لم يتوقف منذ أكثر من خمس سنوات؟ وأن يتركوا دولنا تستقر وتعيش حياتها مثل دولهم الآمنة الهادئة؟ نأمل من دولنا وبقوة وحرقة وقلوب متفطرة حزينة.
..والله المستعان.
• الفقير.
«لا يطلب الفقير معاونة الغني، إنما يرجوه ألا يظلمه، لا يلتمس منه الرحمة، إنما يلتمس العدالة؛ لا يؤمل منه الإنصاف، إنما يسأله ألا يميته في ميدان مزاحمة الحياة». (الكواكبي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى