

من الواضح أن زوجة الأمير البريطاني الوسيم وليام، الرقيقة كيت ذات الابتسامة الساحرة والقوام الممشوق لم تسمع بأغنية فارس الطرب اللبناني (فارس كرم) التي قال فيها «اللي بتقصر التنورة بتلحقها عيون الشباااااب، وهي بحالها مغرورة».. وقوله «هوا غربي وشمالي.. تنورتها شبر ونص وبلوزتها بتلالي».
ثم يكشف لنا نتائج ما انكشف على من اكتشفه بالقول: «شوفه ترد الشايب شب.. والختيارة فرفورة».
أقول واضح ان كيت لم تسمع بكلمات هذه الأغنية وإلا لما كانت تعرضت مؤخراً إلى موقف سخيف عندما نشرت احدى الصحف الاسترالية صورة تظهر جزءاً من مواضع الحشمة للأميرة بسبب تنورتها.
ورغم أن الصورة رفضتها الصحف البريطانية ما بين مؤمن بضرورة احترام العائلة المالكة البريطانية، وما بين مرعوب من مواجهة التبعات القانونية إذا ما اختصمهم الأمير البريطاني وطالب بالتعويض المادي بعدما تكشف لشعوب المملكة التي لا تغيب عنها الشمس وغيرها من الشعوب أجزاء مما يجب أن يغيب عن الأبصار.
لكن الصحيفة الاسترالية التي اشترت ونشرت الصور التي تكشف جزءاً من مؤخرة كيت انكشفت امام الحضور فيما كانت تغادر هي وزوجها طائرة مروحية خلال جولة للزوجين في استراليا ونيوزيلاندا، هذه الصحيفة دافعت عن نفسها دفاعاً موضوعياً رافضة فيه أولاً المقارنة بين ما نشرته من (المؤخرة) الملكية وما نشرته احدى المجلات الفرنسية قبل نحو عامين عندما التقطت للأميرة الشابة صورة وهي عارية الصدر وواقفة على شرفة منزل خاص في فرنسا خلال عطلة لها مع زوجها.
تقول الصحيفة الاسترالية إن صورة (الصدر) التقطت خلسة وفي مكان خاص، وهي اختراق للخصوصية. لكن صورة (المؤخرة) التقطت في مكان عام.. وهنا يكمن الفرق.
ثم تمضي الصحيفة شارحة وجهة نظرها بالتساؤل الصعب: «لِمَ على وسائل الإعلام حماية الدوقة عندما لا تهتم هي بحماية نفسها من خلال تثقيل حاشية فستانها»؟.
وهو كلام موضوعي وسليم نظرياً، حيث من المفترض أن ما يحدث في أي مكان عام يغدو ملكاً للإعلام، ومن لا يرغب في تناول الإعلام لعوراته فعليه أن يسترها، وان كانت كيت حريصة على أن تستر مؤخرتها لعملت حسابها فيما ترتديه خصوصا وأن الجميع يعلم ما تفعله مروحة الهيلكوبتر فيمن يخرج منها.
وهذا الكلام مثلما يصلح لحماية الجسد في حالة كيت، فهو يصلح لحماية المواقف في الشأن السياسي الكويتي وغير الكويتي، فمن لا يرغب في أن يتعرض للصحافة والإعلام، أو يتعرض الإعلام له ولمواقفه فعليه أن يغادر عمله العام، أو يحترم عمله ونفسه ويلتزم الأصول المطلوبة.. ويستر نفسه.
أما ما يفعله السياسيون لدينا من تقلبات وانبطاحات وانسداحات وانفشاخات، فهو فوق حد الاحتمال، ونحمد الله أن الغالبية العظمى منهم جياكر، ونحن لا نحتاج ابدا لمشاهدة عوراتهم السياسية وعيبياتهم الطائفية والسلوكية.
ختاماً، نهدي الأميرة الجميلة الرشيقة كيت أغنية فارس كرم، ونهدي ذات الأغنية لأهل السياسة الكويتية ممن آذونا كثيراً بعوراتهم المعنوية التي لا يتورعون عن كشفها في وجوهنا بين وقت وآخر، ثم يغضبون إن توليناهم بالنقد والتجريح.. أو سلطنا الضوء على قبيح ما كشفوا.