مراقبون لـ”حماك”: الخلاف الخليجي قائم.. لكن لا بديل عن الوفاق


شوارح حماك – خاص:
خبراء يجمعون على أن الأزمة بين قطر وباقى دول مجلس التعاون لم تنته على عكس ما تم تداوله أمس عقب اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.. وفيما ذهب بعضهم إلى أن الأزمة أمام فصل جديد، توقع آخرون انفراجه قريبة.
الغانم: الأزمة لم تنته
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. عبد الله الغانم: البيان الصادر عقب الإجتماع كان واضحا بشأن وجود آلية جديدة سيتم العمل من خلالها لازالة الشوائب أو الخلافات الشائكة بين دول الخليج ما يعنى أن الأزمة لم تنته وإنما هناك أسسا جديدة وضعت لإنهائها في فترة محددة.
الغانم: الحديث عن عودة السفراء لم يكن محددا وإنما حديث عام ام يحدد موعد ولم يلزم بوقت وبالتالى قد تكون الفترة يوم أو أشهر.
الأمر الأخير أن قضية التصريحات الإيجابية سمعناها سابقا وقيل أن الأزمة إنتهت والسفراء سيعودون ولكنها لم تنته ولم يعد السفراء وهذه الأمور توحى بأن الصيغة الدبلوماسية هي التى طغت على البيان أكثر من لغة الواقع.
من الصعب التكهن إلي أين ستصل الأمور ولكن كل ما نتمناه أن تنتهى الأزمة في أسرع وقت لأن الوضع الحالي لا يخدم دول الخليج لاسيما في ظل التحديات الراهنة والمقبلة.
الغبرا: الخلاف سيبقى قائما
استاذ العلوم السياسية د. شفيق الغبرا: الجهود الإيجابية التى قامت بها الكويت أولا والسعودية من بعدها تدفع بصورة أو أخرى نحو إدارة العلاقة وليس فرض الإتفاق الواحد أو الرؤية الواحدة على جميع دول مجلس التعاون.
من الصعب بل من المستحيل أن تتفق دول مستقلة ذات سيادة في ظل ظروف اقليمية ومحلية مختلفة علي كل أبعاد السياسة الخارجية، هناك خلاف في عدة مسائل واتفاق في أخرى وأهم تقاطع بين دول مجلس التعاون قدرتها على إدارة الاختلافات وتعظيم الاتفاق.
الرؤية الخليجية تجاه مصر ستظل مختلفة، الرؤية الخليجية تجاه غزة بإمكانها أن تتطور أكثر تجاه دعم غزة واعادة الاعمار وكذلك الرؤية الخليجية تجاه سوريا والعراق بإمكانها أن تتوافق علي نقاط التقاء أكبر وبالامكان القول أن الرؤية الخليجية تجاه إيران يمكن أن تصل لتصور موحد ومشترك.
أعمق ما في الاختلاف هو الموقف من التيار الإسلامي في الشارع العربي وكذلك المفاهيم المختلفة التى تثيرها مرحلة ما بعد الثورات العربية وكذلك الأوضاع التى وقعت في مصر خلال العام الأخير.
هناك نقاط تقاطع كبرى وكذلك نقاط خلاف بين دول المجلس وسيقى الخطين المتوازيين قائمين في الرؤية مع تأكيد أن دول مجلس التعاون تكاد تصل لرؤية ونقاط مشتركة فيما يخص أمن الخليج.
الخلاف الحالي أكد أن هناك مصالح مشتركة وتقاطعات لا تقل أهمية عن الاختلافات ما يعنى أن مجالات العمل المشترك كبيرة لكنه الإختلاف في الرؤى بشأن الإقليم والثورات سيبقى قائما لأن الواقع بعد الثورات متناقض ومتحول وسيزداد ونحن لم نصل بعد لمرحلة استقرار اقليمي يبنى عليه رؤية موحدة تستمر لسنوات.
العجمي: في طريقها للحل
المدير التنفيذى لمجموعة مراقبة الخليج د. ظافر العجمي يرى أن الأزمة في طريقها للحل لأن العلاقات بين بعض العواصم الخليجية لا تخضع لتعريف ايجابي حاليا إلا بصعوبة وهو وضع غير مريح لكل الأطراف.
القطيعة بين دول الخليج بأى درجة ليس هى ما ينتظره المواطن الخليجي لأن في ذلك تقطيع لأواصر اجتماعية وإنسانية وثقافية قبل أواصر السياسة.
من الصحى الإعتراف بالعارض الذى تعاني منه العلاقات حتى نستطيع ايجاد حل والكويت تراهن كوسيط علي انقشاع الغمة لأن النزعة الفوضوية التى تطبع ما تمر به المنطقة تخلق مناخا خطرا يتطلب جمع الشمل.
هناك إنفراجه قريبة يمكن أن نستشفها من تصريحات الوزير بن علوى وكذلك وزير الخارجية الكويتي ونحن نكررها لوزراء الخارجية في الخليج بأن الإختراق الدبلوماسي لجبل الجليد المتشكل بيننا ليس خيارا بل واجب عليكم.