Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءدولي

العرب: الخوف ممّن وراء داعش

طلال عبد الكريم العرب
طلال عبد الكريم العرب

 

طلال عبد الكريم العرب – القبس:

نشرت صور لمسلحين أمامهم جثث بملابس مدنية، وصور أخرى لعسكريين وأمامهم جثث وأيضاً بملابس مدنية، فهناك تركيز إعلامي عراقي – إيراني على «داعش»، هذا التركيز يستدعي توزيع صور تدعم إرهابية هذا التنظيم، وهذا لا غبار عليه، ولكننا نسأل من يثبت لنا أن القتلى هم جنود عراقيون؟! فلباسهم مدني، فقد يكونون معارضين لـ«داعش» والمالكي؟ فالمعارضون العراقيون يقولون بدورهم إن جيش المالكي أعدم الآلاف منهم، وأحرق عشرات الجثث في أحد المساجد.

قبل أشهر عدة، وعندما ضاق حبل المعارضة حول عنق بشار، أعلن في بغداد أن أكثر من ألف وخمسمئة معتقل من «داعش» هربوا من أحد السجون العراقية، وفي اليوم نفسه أعلن أحد قادة الجيش الحر أن هؤلاء أرسلهم المالكي لمحاربتنا، وبالفعل فقد عبروا الحدود إلى سوريا من دون أن يعترضهم أحد، عبروها وهم مسلحون، وبدأوا فوراً بمحاربة مقاتلي الجيش الحر واغتيال قياداته الفاعلة، وهذه جرائم أفادت بشار.

بالتأكيد، نحن ضد كل التنظيمات الإرهابية المسلحة، بكل طوائفها، بما فيها «داعش» و«حزب الله» الإيراني، ونحن ضد كل حزب أو تنظيم تدعمه دول أجنبية، وضد كل مسلح يحمل سلاحاً ضد بلده ومواطنيه، لا ضد من احتل أراضيه، ونحن أيضاً نتفهم انزعاج أميركا وأوروبا من تنظيم داعش الإرهابي، فنحن منزعجون أكثر منهم، فهذا التنظيم تحديداً، هو تنظيم مشكوك في أمره، فأفعاله على أرض سوريا والعراق خدمت إيران، وما تسميته بـ«داعش» إلا انعكاس لما صنع له، فهو مصنع لهذين البلدين تحديداً، وهما البلدان الواقعان تحت النفوذ الإيراني.

المشكلة كامنة في النظرة الأحادية لـ«داعش»، فإيران والمالكي يقولان إن «داعش» تنظيم إرهابي طائفي، ويجب محاربته والقضاء عليه، إلا أن الواقع يقول إن هذا التنظيم الصغير جداً مسلح ومفتوحة له جميع الأبواب التي تسمح له بخلط الأوراق لمصلحة المالكي وبشار، وهذا تحديداً ما حصل، فالمالكي كان على شفا حفرة من نهاية سياسية مدوية، ودخول «داعش» إلى الموصل وتمدده في أراض شاسعة حولهما العديد من الأسئلة، فهما فوق طاقته العسكرية والعددية.

ومن لنا ليؤكد الشكوك حول «داعش» غير العراقيين أنفسهم؟! فقادة العشائر والسياسيون والمعارضون أجمعوا على ولاء «داعش» لإيران، وأن أجندته تختلف كلياً عن أجندتهم، وأنهم يحاربون وحدهم النظام الطائفي، وأن سياسة هذا النظام قادت العراق إلى الفوضى، وإلى الشحن الطائفي غير المسبوق، وإلى الطريق للتقسيم، وأن «داعش» صنيعة لإيران، وما هو إلا ذريعة لضرب معارضي نفوذها في بلدهم، فالخوف، كل الخوف ممن وراء «داعش».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى