
• إنها بعض عناوين المحبة، الدالة عليها، فما أجملها من تعابير إنسانية.!
قلتُ:
اجعلني لك بالحب عنواناً
ربما نكون يالشـــوق معاً
تقربنا المسافات أطـــواراً
وتجمعنــا عذوبــة اللحن
المحبة، كلمة جميلة تدل على كلمة أجمل، هي: «الحب» في أصدق معانيه، وروعة شعوره، ونبل من يتصف به من البشر.
وللمحبة في أحوال الناس وتعابيرهم عناوين دالة يعرفها كل حاذق، كما يعرفها كل من أُرْهِفَ شعوره، ورقَ قلبه، فما أجمله من إحساس متبادل بين بني البشر، يسوقهم إلى الفرح والبهجة، ولا يعادل البتة بالأحاسيس الأخرى.
تبدأ المحبة في شعور القلب بكل مقرب مفرح، حتى اليدين تشعران به، فتجد الإنسان من دون تكلف وضع يده اليمنى على موضع قلبه في جسده، ليعبر ذلك عن تطابق حسي وروحي، وكأنه يقول لقد ملك من أحبه قلبي وحسي، فلا أحد يصل إليه، إنه في هذا الموضع المكين.
كما تشعر العين بجمال المحبة، فلا ترى في ملامح بمن تحب إلا الجمال والكمال، وتتغافل عن كل ما يصرفها عنه، في رقة إحساس ولطافة شعور، وهذا عنوان آخر.
والأذنان واللسان عنوان الشجن وفرحة القلب الغامرة، وكما قيل في المثل: الأذن تعشق قبل العين أحياناً، فيطيب لحن المحبة، ويلذ فيهما الاستغراق بمعاني الكلمات وتعابير الجمل، فتجد الأذن وقد دققت في كل مفردة، وشاركها اللسان معبراً ومردداً كل ما يجيش في النفس من الحبور.
وسرحات الخيال في العقل هي الأخرى أحد عناصر المحبة، فالمحب كثير سرحات الخيال، تجره إلى تمثل الصور الجميلة لكل ما يقربه ممن أحب، فيتخيله في كل مكان جميل يجمعهما، وتتم فيه المؤانسة والوصال، وتبدو تلك السرحات في شرود الذهن وكثرة الإطراق إلى ناحية بعينها دونما تحول إلى غيرها.
إنها بعض عناوين المحبة، الدالة عليها، فما أجملها من تعابير إنسانية، يتجرد الإنسان فيها عن الماديات إلى خيال خصب، وفضاء رحب، تتداعى فيه المشاعر لتسجل أجمل المنى وهي القرب من الحبيب.



