
حمد العصيدان – الراي:
يشهد يوم الخميس المقبل استحقاقا جزئيا يتمثل في انتخابات تكميلية لمجلس الأمة لملء خمسة مقاعد شغرت بعد تقديم النواب الخمسة استقالاتهم في أجواء مشحونة شهدها مجلس الأمة في الفترة الأخيرة، حيث ستشهد الدوائر الثانية والثالثة والرابعة مجريات اليوم الانتخابي، لاختيار نائبين للدائرتين الأوليين، ونائب واحد للدائرة الرابعة.
ولعل ما يلاحظ في شهر الحملات الانتخابية، الركون إلى الهدوء وعدم القيام بنشاط انتخابي واسع لكثير من المرشحين الذين بلغ عددهم مع إغلاق باب التسجيل 135 مرشحا ومرشحة، فكانت الأجواء هادئة يكاد غير المهتم بالأمر لا يشعر بوجود أجواء انتخابية، هذا إذا أخذنا في الاعتبار أننا لا نجد من بين المرشحين المتقدمين شخصيات ذات تاريخ قوي أو سابق في مجلس الأمة، مع استثناء شخصية واحدة في الدائرة الثانية، وأخرى كان لها حضور وزاري في المرحلة الأخيرة تقدمت في الدائرة الرابعة، وما عدا ذلك فكل الوجوه لا خلفية برلمانية لها أو تاريخا سياسيا قد يضفي على الأجواء الانتخابية حماسة وسخونة، تصل إلى مستوى السخونة التي تعيشها الكويت في ظل ما هو مطروح من ملفات على الساحة قد يكون لتداعياته أثر كبير على الوضع السياسي المستقبلي، في انتظار ما ستسفر عنه الأحداث.
إذاً نحن أمام استحقاق انتخابي، يمكن أن نصفه بـ«البارد» رغم الأجواء الحارقة سياسيا وجويا، وسيقدم وجوها جديدة لم تكن معروفة سابقا، وليس لها رصيد برلماني باستثناء عدد قليل جدا كما أسلفنا، وهو ما يعني أنها لا تملك الخبرة التي تحتاجها هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا السياسي.
وأرى أن على المرشحين الذين سيحالفهم الحظ، يوم الخميس وينجحون، التمهل كثيرا وأن يعدوا للألف والمليون وليس للعشرة فقط، قبل الإدلاء بأي تصريح أو يندفعون تجاه طرف سياسي على حساب طرف، من غير بصيرة ولا تفكر، وأن أفضل ما يمكن أن يقومون به هو النجاح والجلوس على الكرسي الأخضر بهدوء وبلا صخب، ومراقبة الوضع ودراسة الأحداث والاستعانة بذوي الرأي والحكمة من المخلصين الذين سيرشدونهم على الطريق الصحيح الذي فيه خدمتهم وخدمة المصلحة الوطنية، حتى يقوى عودهم البرلماني ويستطيعوا تشكيل رأي سياسي مبني على حقائق وأسس صحيحة ترفع من مكانتهم وقيمتهم وتشكل لهم جواز سفر دائم إلى قبة عبدالله السالم في أي انتخابات برلمانية مقبلة. بهذا وحده يمكن أن يبدأ النائب المرتقب يوم الجمعة المقبل خطواته البرلمانية، هذا لمن سيكون جديدا في عالم السياسة، أما المخضرمون من المرشحين، وعددهم قليل جدا فأعتقد أن لديهم رصيدهم الذي يساعدهم على تجاوز المرحلة التي هم في الأساس بنوا آراءهم ومواقفهم تجاه ما يجري فيها.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فأرى أن يقرأ النواب الحاليون ما يجري على الساحة جيدا، ويحللوا الواقع بحرفية وواقعية وعدم الانسياق يمينا أو شمالا، بل الاتصاف بالحكمة، وانتظار ما ستكشفه الأيام مما يجري، حتى نعمل على تهدئة الشارع وبث الطمأنينة فيه من جهة وترك الأمور للجهات التي تتولى التعاطي معها وصولا إلى الحقيقة التي يبحث عنها الجميع.