منوعات

العلم ثلاثة أشبار

شوارح حماك :Bmy0uHOIMAAJj6r

من أجمل الحكم التي عرفت عن العلم : (العلم بخيل ، أعطيه كلك ليعطيك بعضه) ، وقد قسم آخرون العلم على أنه ثلاثة أشبار حين قالوا  :  “العلم ثلاثة أشبار”  من دخل في الشبر الأول تكبر ، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ، ومن دخل في الشبر الثالث يعلم أنه لا يعلم شيئاً . ومعنى ذلك أن العلم ثلاثة محطات ،

في المحطة الأولى يكون فيها الإنسان هلوعاً متكبراً غير مراع للآخرين ، فقد يحدث أنه عندما يتعلم عدة مصطلحات ، وبعد حصوله على شهادة دراسية ما ، يقف أمام ذويه ، وينعتهم بالأمية ويعتبر نفسه أعلم منهم وذو ثقافة عالية . ومن دخل في الشبر الثاني تواضع  وفي هذه المرحلة من العلم ،

حين يصل الشخص إلى المحطة الثانية فإن العلم يمنح صاحبه القدرة على الاستيعاب والتحليل ، وعندها يستوعب بأنه إذا جمع كل علوم الدنيا وأصبح يضاهى آينشتاين ، فإن علمه مقابل جهله في باقي النواحي لا يزال  كالقطرة مقابل البحر . 

والقرآن الكريم اعتبر كل النجوم والكواكب والنظام الشمسي السماء الأولى، والكواكب التي يستغرق وصول نورها إلينا خلال مليوني سنة ضوئية لا يمكن وضعها ضمن السماء الأولى. فيخبرنا في القرآن عن السماء السابعة ، ولكن يا عالم أين موقع السماء الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة ، لا نعلم أي شيء عن هذا فإذن عندما يصبح الإنسان من علماء العصر يقف على وجود المجهولات الكونية ، وهنا يصبح متواضعاً لأنه يعرف أنه مهما بحث لن يتوصل إلى المجهول الذي أخفاه الله تعالى عنا ، ويتواضع إلى مدى يقول فيه : “سبعون عاماً كابدت فيها وتعلمت ، والآن أصبح لدي واضحاً أني لا أعلم شيئاً” .

يقال : إن أحد العلماء في آخر أنفاس حياته قال : ” لقد علمت بالقدر الذي لا أعلم فيه أي شئ”.

باختصار شديد عندما يصل الإنسان لدرجة أنه يفهم بأن لا شئ إزاء تنظيم الخلق من الله تعالى ، عندها يصل لمحطة العلم الثانية ، ويشعر برحابة الصدر لتلقي المزيد من العلم وهو الأمر الذي يبعده عن التكبر بالقليل الذي يعلمه .

قال الشعبي  :  ” العلم ثلاثة أشبار فمن نال شبراً منه شمخ  بأنفه ، وظن أنَّه ناله ، ومن نال منه الشبر الثاني صغرت إليه نفسه ، وعلم أن لم ينله ، وأما الشبر الثالث فهيهات لا يناله أحداً أبداً”

ويقاس العلم بمدى نفعه على الآخرين وليس بمدى الفلسفة في كيفية الوصول لهذا العلم لنيل الشكر والمدح والثناء ، فالله سبحانه وتعالى حذر المرء من ن يتباهى بأي أمر في الحياة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى