Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

العنجري: الكويت.. المأزق والحل

نبيلة العنجري
نبيلة العنجري

• كلما تقدمت الدولة خطوة عادت وتقهقرت إلى الخلف خطوات.

تعيش الكويت منذ سنوات وضعاً سياسياً مضطرباً، مما انعكس بشكل واضح على كل مجالات التنمية، فتفاقمت الأزمات السياسية والاقتصادية حتى وصل الأمر إلى تعريض النسيج الاجتماعي إلى تهديد غير مسبوق.

ورغم ذلك، فقد ازداد المشهد في الفترة الأخيرة خطورة وتعقيداً، في ظل تعالي الأصوات المطالبة بإجراء تعديلات دستورية غير مسبوقة، وهيمنة أجواء التصعيد على العلاقة بين السلطتين، ووصول الصدام إلى الاستقالات، ثم الانتخابات التكميلية. وكلما أوقفت الحكومة مصالح بعض المتنفذين ارتفعت وتيرة الأزمات على الساحة المحلية، وألقت بظلالها على مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية، وتوقّف حال البلد.

وللأسف، كلما تقدّمت الدولة خطوة عادت وتقهقرت إلى الخلف خطوات وخطوات، في ظل هذه الدوامة التي نعيش فيها، وما تشمله من مشاكل متفاقمة وقضايا حيوية مؤجلة.

الأمر المضحك المبكي، والمؤسف والمحبط أننا في ظل هذه الحالة نجد بعض النواب لم يجدوا شيئاً يطرحونه في قاعة عبدالله السالم سوى المطالبة بمنع «المايوه» في الفنادق والشواطئ، فهل صرنا أمام حالة «استخفاف» بعقول الشعب وقضاياه؟!.. لدينا نحو 25 نائباً لم نسمع لهم صوتاً دخل قاعة عبدالله السالم منذ أداء اليمين الدستورية بعد نجاحهم، وعندما تحدثوا طرحوا مثل هذه القضايا..

تركنا كل مشاكل التنمية.. وأهملنا كل قضايا الشباب وغضضنا النظر عن الفتن التي تضرب وحدتنا الوطنية من كل حدب وصوب، وتغاضينا عن الصراعات الشخصية التي يدفع البلد ثمنها من أمنه واستقراره ومستقبله، ورحنا نبحث عن قضية «المايوهات» لنشغل بها الناس!

ما يجب أن يدركه الجميع أن الدول لا تبنى ولا تتقدم وسط أجواء صاخبة وصراعات دائمة ومصالح شخصية مهيمنة، وإذا أردنا الحل فعلينا أن نعمل للمصلحة العامة بالبحث عن حلول محددة نضع منها النقاط التالية:

• الاعتراف بالمأزق.. فلن نتوصل إلى حلول لأزماتنا السياسية والاقتصادية من دون أن نعي خطورة ما وصلنا إليه.

• وقف التدهور فوراً.. فالقضايا التي تعاني منها الكويت أصبحت كجبل الجليد، الذي قد ينهار علينا قريباً ويحطم الأخضر واليابس.

• معالجة الخلل الذي أصاب الديموقراطية.. فما نراه من تجاوزات من أحد المرشحين حالياً وما كان يحدث من مثله في كل انتخابات أمر يثير الخوف.. فماذا سيكون الوضع إذا نجح مرشح بهذه المواصفات؟! وكيف سيكون موقف بقية النواب؟!

ليرحل كل من تسببوا في ما وصلنا إليه، ولنبحث عن أصحاب الكفاءات الذين بإمكانهم تسخير خبراتهم لتقديم حلول مبتكرة ومخلصة لانتشال البلد مما هو فيه.

في نهاية الأمر كلما طالت فترة الفوضى الحالية تزايدت خسائر الكويت على جميع المستويات، ولا أقصد الخسائر المادية فقط، بل هناك ما هو أهم وهو خسارة، الأمل والرغبة في العمل والإصلاح!

ولا شك في أن التأثير السلبي لذلك لن يكون على حساب الشعب فقط، وإنما سيطول القوى السياسية التي فقدت بريقها بتغيّبها الطويل عن الساحة والبقاء في برج عاجي.

كما أن اتساع الفجوة بين طموحات المواطنين وما هو مطروح من الحكومة والمجلس في ظل الضغوط والأزمات والتقهقر لن يبقي الوضع على حاله.. فهل من عقلاء وحكماء لهذه المرحلة؟!

اللهم هل بلّغت؟ اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى