Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءدولي

صقر : (الحب) في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم

 مهندس/ محمود صقر يكتبمحمود صقر
بداية مسيرة الحب في سيرته صلى الله عليه وسلم هي تلك العلاقة الفريدة بينه وبين ربه.
أصالة الحب بين المحب ومحبوبه يظهر معدنها في الشدائد، فقلوب المحبين كالمعادن النفيسة يزيدها احتراق المحن صفاءً وبريقاً وتألقا.
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم، فبينما قدماه تنزفان من أثر حجارة سفهاء الطائف، يتلألأ قلبه بهذه المناجاة : (… إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي…).
وفي طريق عودته من أُحُد يقف والدماء تسيل من وجهه يقول لأصحابه المُتعبين النازفين :
(استووا حتى أثني على ربي عز وجل) فصاروا خلفه صفوفا فكان مما قال اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت … اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين…)
حب جعل القريب من المحبوب محبوبًا :
فقد كان صلى الله عليه وسلم يستقبل المطر بعاطفة مشبوبة كزائر يحمل أثراً من المحبوب ويقول: ( هذا مطر حديث عهد بربه ).
حب شَعر المحب معه بمسئولية شكر الله وحمده نيابة عن الخلق أجمعين:
(اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر).
بالحب أفسح الله في فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم فوسع قلبه الخلائق.
(أُحُد جبل يحبنا ونحبه).
ولِمَ لا يتبادل العاطفة مع هذا الجبل.؟؟…ألم يحتضن في جوفه خيرة الأصحاب؟… ألم تسل عليه دماء الجرحى والشهداء؟… أليس فيه ذكريات التضحية والفداء؟.
ومن كان الحب رابطه مع خالقه زرع الله محبته في قلوب الخلق.
جاء رجل إلى النبي [ ص ] فقال:يا رسول الله . إنك أحب إلي من نفسي , وأحب إلي من أهلي , وأحب إلي من ولدي . وإني لأكون في البيت , فأذكرك , فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك . وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين , وإن دخلت الجنة خشيت ألا أراك . فلم يرد عليه النبي [ ص ] حتى نزلت:(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
رفع النبي صلى الله عليه وسلم قيمة الحب وجعلها سبيلاً لأعلى درجات الجنة:
لَمَّا قَضَى صَلاتَهُ أَقْبلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ , اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ , وَلا شُهَدَاءَ , يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ ” , فَقَام رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ فقال: انْعَتْهُمْ لَنَا ، صِفْهُمْ لَنَا ، فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسُؤَالِ الأعرابي , وقال : ” هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ , وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ , لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ , تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا فِيهِ , يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا , فَيَجْعَلُ وُجِههُم وَثِيَابَهُمْ نُورًا , يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَلا يَفْزَعُونَ , وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ , وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ” .
وكان صلى الله عليه وسلم يعلن حبه لأصحابه:(يا مُعاذ إني أحبك ..).
ويدعو أصحابه لإعلان هذا الحب.
(إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه).
بل يجعل الحب مقياسا لرفقاء الدنيا والآخرة: ( المرء مع من أحب ).
من حق المسلمين أن يفخروا بهذا الدين العظيم ونبيه الهادي الأمين.
ومن يشكك في هذا الفخر، فليأتنا بسيرة رجل في الأولين والآخرين أعظم أثراً، وأجل تأثيراً، وأهدى سبيلاً من محمد صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى