آراءمحلي

العوضي : الوشم… إيدز وسرطان واكزيما ووباء كبدي وطلاق!

محمد العوضي يكتب:تنزيل (1)

ليس من قبيل التهويل الإعلامي لتحذير الشباب المتساهل في رسم الوشم اخترت هذا العنوان لمقالي.كما أن من أطلق هذا الإنذار ليس طالبا مبتدئا في كلية الطب أو مثقفا مهتما بتوعية الناس من بعض المخاطر على صحتهم.فمن صدح بذلك التحذير الصادم أستاذ مختص حاصل على جائزة «سيجما» للبحث العلمي من جامعة نيوجيرسي للأمراض الجلدية بالولايات المتحدة الأميركية العام 2013 عن اكتشاف للجين المسبب لتأخير الشيخوخة، كما حصل على براءة اختراع، ويشغل حالياً منصب رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية في مستشفى الفروانية بوزارة الصحة، إنه الدكتور نواف المطيري.فقد استفدت كثيراً من لقاء الدكتور التوعوي المفصل في جريدة «الراي» في عدد الإثنين 16 مايو 2016 عن الأمراض الجلدية، كالبهاق والصدفية والإكزيما وحب الشباب والعلاج بالليزر وغيرها من الأمراض، ولكن ما استوقفني من موضوع الطبيب عن الوشم، ما لاحظته أثناء تدريسي السنوات الأخيرة من ازدياد في معدلات الوشم لدى الطلبة، وكذلك أسئلة الشباب عن حكم الوشم شرعاً، فجاء الدكتور المتخصص ليعطينا وجبة معرفية صحية ما كنا نعرفها عن الأمراض التي قد يتسبب بها الوشم. ولفتت نظري إشارة الدكتور المطيري إلى ما يتسبب به الوشم من آلام شديدة خلال فحص «الموشوم» بجهاز أشعة الرنين المغناطيسي!
ما ذكرني بسؤال الفني الآسيوي لي منذ شهر وقبل أن أدخل في الجهاز المذكور ذاته لفحص روتيني «هل على جسمك وشم»؟ وأجاب الدكتور عن سؤال:
كيف تتم عملية إزالة الوشم؟ وهو سؤال متكرر يتردد باستمرار من شباب نادم يريد تصحيح نزوة «التقليد الأعمى» الذي وقع فيه!
والسؤال الآن لماذا يستجيب شبابنا لمثل هذه الموضات رغم مضرتها الصحية وإدانتها الشرعية ورفضها العائلي وتكلفتها المالية؟ والجواب أن أي ظاهرة اجتماعية من الخطأ حصر وجودها بإرجاعها إلى سبب واحد أو عدد بسيط من الأسباب الظاهرية لأنها مركبة فتحتاج إلى دراسة وتريث، بيد أننا يمكن أن نطرح تساؤلات قابلة للحذف والزيادة والتعديل كي نشترك في حمل الهم ومحاولة ترشيد الجيل.
فهل لإشكال في مفهوم الحرية الفضفاض، أم في عدم وجود معيارية في الحكم على ما يصلح للاستيراد والتقليد ومما لا يصلح؟ هل الوشم من باب تحقيق الذات بلفت أنظار الآخرين؟ هل للجهل بالحكم الشرعي والنتائج الصحية دور في التساهل؟ هل حياة الفراغ وغياب الأهداف الكبرى والتمركز حول الجسد من أثر؟ هل ضعف الشخصية عند البعض واستسلامه للعقل الجمعي للأصدقاء وضغوطاتهم أو التكيف مع واقعهم؟ هل تغير المزاج والذائقة الجمالية لدى الجيل الجديد؟ هل هو من التأثر بمشاهير أبطال الأفلام ونجوم الرياضة والغناء؟ هل هو نتاج مجموع عوامل شخصية واجتماعية ومعرفية وفكرية ظاهرة وكامنة؟ أيا كان الأمر فتشخيص الداء يساعدنا على صرف الدواء التوجيهي ومن ثم الوقائي قبل العلاج الصحي.
•• وشم ليلة الدخلة!!
أما قصة «طلاق الوشم»، فهي لم ترد في مقابلة الدكتور نواف، وإنما هي من عندي وقد عرفت ذلك من شبكة العلاقات الاجتماعية ومشكلاتها، حيث بدأنا نكتشف طلاقا حداثيا جديدا عندما يفاجأ الزوج في ليلة الدخلة أن الزوجة قد رسمت وشما على جسدها تجملا بالزينة لزوجها!
والزوج مذهول مصدوم، ويسألها ما هذا؟
قالت: علشانك يا عمري يا حياتي؟
الزوج: من رسم لك الوشم على ظهرك أو على (…)؟
قالت: الوشام الفيليبيني؟
الزوج: وكم ساعة جلست مكشوفة الظهر أمام الرسام أو الوشام تقريباً…؟ خل الوشم ينفعك… أنت طالق.
والعجيب أن الوشم يكون أحيانا لصورة صقر على ظهر الزوجة وهو متجه بمنقاره نحو الأسفل وذيله تجاه الرقبة!!!
يا شباب… ويا بنات… الوشم لا يأتي بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى