آراءمحلي

العويد: لا يكفي الاطلاع لتغيير الطباع

محمد رشيد العويد:العويد

هل يكفي الاطلاع لنكسب الأخلاق والطباع ؟! وهل القراءة وحدها تمنحنا الفضائل التي نسعى إليها؟ لا شك في أن المعرفة مطلوبة، ولا بد منها، لكنها وحدها لا تكفي لاكتساب ما نريد التخلق به من الآداب والأخلاق. ولعل الخبر الطريف التالي يوضح جانباً من هذه الحقيقة، فقد أوقفت الشرطة الأميركية رجلاً ضرب المرأة التي يحبها بكتاب حول التحكم في الغضب كان يقرؤه . بل إنه كان أيضاً يتابع برنامجاً تلفزيونياً يقدم دروساً حول التحكم في الغضب الرجل ، واسمه تايلر فورد ، وزوجته شيلاه تومبسون ، كانا يتابعان البرنامج معاً حين تشاجرا بسبب غضب الزوج من طفلتهما الصغيرة التي كانت تلعب فتضايق منها وتهجم عليها لأنها تشغله عن البرنامج ، فحاولت أمها إبعادها فما كان منه إلا أن ضرب زوجته بالكتاب .قال فورد للشرطة إنه كان يسأل زوجته لم تصر على إغضابه فيما يتابع دروساً حول التحكم بالغضب ، لكنها أصرت على عدم الرد ، فاستشاط غضباً وضربها .وعدد غير قليل من الأشخاص الذين كانوا يتابعون برنامجاً إذاعياً لي عن الحياة الزوج الزوجية قالوا لي إنهم يتحمسون لتطبيق ما أعرضه من وصايا ونصائح وتوجيهات … لكنهم لا ينجحون في تطبيقها بعد ذلك .ولهذا كنت أقول في الدورات التي أقيمها والمحاضرات التي ألقيها : لا تقلقوا إذا لم تنجحوا في تطبيق كل ما أعرضه عليكم ، فهذا طبيعي ، لأنه يحتاج زمناً ، وصبراً ، وتكراراً ، وإصراراً . ولو عملتم في كل يوم واحداً في المئة مما تعلمتموه فستنجحون في تطبيق كثير منه خلال أشهر قليلة ؛ بعون الله وتوفيقه . علينا أن نحذر اليأس إذا أخفقنا مرة أو مرتين ، لأننا سننجح في الثالثة أو الرابعة بإذن الله وعونه ، فلنتوكل على الله سبحانه ، ولنستعن بـه عز وجل ، ولنكثر الدعاء في طلب توفيقه سبحانه لنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى