منوعات

العيد.. احتفاء واحتفال

موجز حماك

العيد تعبير عن شعور المجتمع بالفرح بمناسبة من المناسبات، وهذه الحادثة التي يفرح بذكرها الناس يجعلون لها يوماً يعبرون فيه عن فرحهم وسعادتهم. وفائدة هذا العيد:

  1. أنه يقوي الصلات والروابط بين المجتمع.
  2. 2.    يوحد شعورهم ونظرتهم فترة من الزمن، وما اللباس الجديد والزيارات إلا تعبير عن هذا الفرح.

كان لأهل الجاهلية في جاهليتهم أعياد خاصة لمناسبات تهمهم؛ فمن ذلك ما رواه أصحاب السنن عن أنس رضي الله عنه قال: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ:(مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ)؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا في الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ) رواه أبو داود.

الحديث يبين لنا أن العيد في الإسلام ليس لمناسبة دنيوية وإنما هو لمناسبة دينية؛ فعيد رمضان يكون بعد أداء فريضة الصيام شكراً لله على توفيقه وهدايته لنا إلى هذا الدين الكريم، وإلى الصوم وما فيه من فوائد، وعيد الأضحى يكون بعد انقضاء المؤتمر الإسلامي الكبير على جبل عرفات، وشكراً لله يُعَيِّدُ المسلمون في كل مكان، ويشاركون إخوانهم الحجاج بهذه الفرحة؛ فبعد أن يكون اللقاء على عرفات بالأجسام لقسم من المسلمين يكون اللقاء في العيد بالأرواح والمشاعر للمسلمين جميعاً.

لم يربط الإسلام أعياده بحوادث أرضية؛ لأن الأرض وما عليها مصيرها الفناء، وإنما ربط أعياده بإنجاز الطاعات الإلهية التي لا تُفني ثوابها الأيام، ثم هي تتكرر كل عام بتكرر القيام بالطاعة.

ثم إن لربط العيد بالطاعة معنى سامياً؛ فهو يشير إلى أن الغاية الأولى للمسلم في الحياة إنما هي رضا الله وطاعته، وتقوية الصلة به، أما المكاسب الدنيوية فهي ثانوية، وتكون مقبولة ومن جملة الطاعات إن أدت إلى رضا الله.

ثم إن الإسلام جعل التعبير عن هذه الفرحة بالاجتماع الكبير لكل أهل بلد في بلدهم ثم يؤدون معاً الصلاة لله تعالى، وهم قبل الصلاة وبعدها يُكَبِّرون الله ويُوحِّدونه ويحمدونه على نعمه وتوفيقه، وما أجمل أصواتهم وهي ترتفع مرتلة: (الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد)

ثم يعود المسلم ليكبر ويكبر ثم ينهي نشيده بالثناء على الله وشكره على الهداية، وهكذا يحلق المسلم فوق الدنيا وحطامها والحياة ونزهاتها والشكليات وسخافاتها فيقرر صوته المرتفع إلى السماء أن الله وحده هو الكبير وما عداه مخلوق عاجز. واجب المسلم في العيد: أن يصل أرحامه بالزيارة والهدية بقدر استطاعته، وأن يتفقد المحتاجين من جيرانه، ويعطف على الأطفال اليتامى الذين فقدوا من يُفَرِّحهم في يوم العيد، ويجب على المسلم أن لا يشغله العيد عن طاعة الله تعالى فلا يضيع الفروض من صلاة وغيرها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى