

شملان يوسف العيسى:
نشهد هذه الايام مراسم احياء ذكرى عاشوراء وهي مناسبة دينية تربينا على احترامها والمشاركة فيها، لكن ما يحصل هذه الايام من مبالغات ومظاهر غير حضارية تجعلنا نتساءل.. لماذا كل هذه المبالغات في احياء المناسبات الدينية؟
المشكلة لا تتعلق باحتفالات او مراسم الشيعة فقط بل هنالك ممارسات وطقوس سنية لم نعهدها في الكويت بين السنة والشيعة، سابقا يحرص السنة والشيعة على اجراء مناسباتهم الدينية بهدوء ونظام ودون ايذاء الآخرين.. فقد تعودت كطفل وشاب صغير حضور فعاليات عاشوراء في الحسينية الخزعلية وكنا نحرص كشباب صغار الاستماع والاصغاء لخطب مشايخ الشيعة وهم يتكلمون بلغة عربية ولهجة نجفية جميلة وكنا نشرب الشاي والقهوة الحلوة ونذهب الى بيوتنا وكانت عادة اجتماعية دينية يشارك فيها الجميع بدون بهرجة او مغالاة.
ما يحدث اليوم هو ان جماعات الاسلام السياسي السنة منهم والشيعة يحاولون فرض طقوس ومظاهر لابراز قوتهم وسطوتهم على الدولة والمجتمع بعيدا عما جبل على ممارسته من اهل الكويت سابقا ومن هذه المظاهر اللجوء الى الساحات الخالية او الصحراء مثلاً رغم وجود المئات من المساجد المنتشرة في كل المناطق ويأتي التبرير بان السلف الصالح كانوا يمارسون هذه العادة سابقا، ربما يكون هذا صحيحاً لكن سابقا لقلة المساجد، لكن الآن كل وسائل الراحة متوفرة للمصلين في المساجد.. ومن هذه المظاهر ايضا هو اصرار جماعات الاسلام السياسي على اغلاق الجمعيات التعاونية ومحطات التزود بالوقود في أيام أو أوقات معينة.. دون اذن من الحكومة او الدولة.
لماذا يتعمد المصلون مخالفة المرور واغلاق الطرق العامة ابان فترة صلاة الجمعة؟ هل من الايمان اغلاق الطرق وايقاف السيارات فوق الارصفة وعلى جانبي الطريق؟ كل هذه المظاهر غير الحضارية هي محاولة شكلية لاثبات الوجود، هل من المنطق والعقل تستولي هذه الجماعات الدينية على اراضي الدولة المخصصة للحدائق العامة وتغير المخططات؟ حتى اصبح عدد المساجد في الكويت يفوق عدد المساجد في العاصمة المصرية القاهرة التي يقطنها اكثر من 12 مليون نسمة.
نعود الى طقوس وممارسة الشيعة التي فاقت السنة في المغالاة في احياء ذكرى عاشوراء في السابق كانت هنالك لطمية خفيفة ومعقولة في الحسينية ولا يتأذى منها احد، لكن اليوم وبسبب التطرف الديني ومحاولة تقليد ما يحصل في دول الجوار في العراق وايران ولبنان وباكستان والهند من مبالغات غير مقبولة لا تمت لشعب الكويت بصلة، في السابق لا نعرف في الكويت اقامة المسرحيات التي تجسد ما حدث في كربلاء «التشبيه».. المهم في العام الماضي جرت محاولة لاقامة مسرحية في بنيد القار ومنطقة صباح السالم، وعند بدء التمثيل تحمس جمهور المشاهدين وقاموا بضرب الممثل الذي آذى آل البيت وكأنهم هم المسؤولون عن مقتل آل البيت، احياء ذكرى الحسين لم تكن موجودة بهذه المبالغة على ايام الائمة المعصومين لدى الشيعة.
واخيرا نأمل ان تتخذ الدولة اجراءات قانونية تمنع باغلاق الطرق والمناطق وتسهيل مرور عباد الله الى بيوتهم.. وكفانا مبالغة في اقامة الشعائر الدينية.