
هكذا تصاريف الدنيا لا تدوم لأحد، يوم لك ويوم عليك. فكيف التصرف في اليوم الذي لك، وكيف تفعل إذا كان ذلك اليوم عليك؟ تشكر وتصبر، هذا هو الأصل في النائبات والجانحات المحزنات. فأما الشكر فيترجم بالعمل الطيب الخيّر لعل الله تعالى أن يزيده «فبالشكر تدوم النعم»، وأما البلاء أو الابتلاء إذا حل بالإنسان فما له غير الصبر والتقوى على كيفية غلبة المصيبة، هكذا ديدن الكبار، العظماء، المحتسبين الذين يسترون على أنفسهم بالسلوى. ولكن ما نراه اليوم ونسمعه يتدافع كتدافع العاصفة السريعة، أو كالمطر الشديد الذي غمرت سيوله كل مكان، وبدأ بالهدم والتدمير وهو من كثرته وقوته لا يعطي فرصة للتفكر والتأمل، وهو ما تتلقاه أجهزة التواصل الاجتماعي التي فتحت باب الخبر على مصراعيه، بل قل النميمة والبهتان، وكل معاني هاتين الكلمتين، فلم يعد هناك سر محبوس حتى في الأسرة الواحدة، كبرت أم صغرت، إلا من رحم. فكلما ملك «سين» من الناس شيئاً من هذه النمائم والبهت، صحيحا كان أو خطأ، حقا أو باطلا، كاملاً أو مجتزأ، أو.. أو.. أسرع بما يملكه من جهد بالنشر والتوزيع وبسرعة البرق، ناهيك عما ترسله مخابرات ومباحث الدول بالشيء الذي تريده أن يكون وينتشر بالصوت والصورة!
لماذا يهتك الناس ستر بعضهم الذي ستره الله عليهم، سواء كان بالليل أو بالنهار؟ لماذا لا يعتبرون بسقوط الدول والممالك من حولهم، وفي القديم والحديث؟ يقول الأوائل: «إذا كان صاحبك احشفة صير تمرة»، أي إذا صار صاحبك شديداً فتانا غضوبا فلا تكن مثله في الشدة والفتنة والغضب. والحشفة التمرة اليابسة الصلبة التي ذهب طعمها وريحها.
على المسؤولين، ومن بيدهم زمام الأمور أن يتحلوا بالأناة والحلم والصبر على من خالفهم الرأي والتوجه، ومن يجهل أمر نفسه قبل غيره، فالصراع الدائر قد وصل إلى العظم ومرحلة النصح قد ولت، لأن النصحاء لم تؤخذ نصائحهم بالقبول والتقدير.
الانتباه الانتباه ألا يكل الله العظيم الإنسان إلى نفسه، فيضيع كما ضاع الشيطان في رده على ربه بقوله «أنا خير منه خلقته من طين وخلقتني من نار»، وكانت النتائج الطرد من رحمة الله.
والفتنة تبدأ بالشرارة الصغيرة ثم تكبر، أي من محيط الأسرة الصغير إلى المجتمع الأكبر، فتحطم من يمر أمامها شر تحطيم. والله المستعان.
لماذا يهتك الناس ستر بعضهم الذي ستره الله عليهم، سواء كان بالليل أو بالنهار؟ لماذا لا يعتبرون بسقوط الدول والممالك من حولهم، وفي القديم والحديث؟ يقول الأوائل: «إذا كان صاحبك احشفة صير تمرة»، أي إذا صار صاحبك شديداً فتانا غضوبا فلا تكن مثله في الشدة والفتنة والغضب. والحشفة التمرة اليابسة الصلبة التي ذهب طعمها وريحها.
على المسؤولين، ومن بيدهم زمام الأمور أن يتحلوا بالأناة والحلم والصبر على من خالفهم الرأي والتوجه، ومن يجهل أمر نفسه قبل غيره، فالصراع الدائر قد وصل إلى العظم ومرحلة النصح قد ولت، لأن النصحاء لم تؤخذ نصائحهم بالقبول والتقدير.
الانتباه الانتباه ألا يكل الله العظيم الإنسان إلى نفسه، فيضيع كما ضاع الشيطان في رده على ربه بقوله «أنا خير منه خلقته من طين وخلقتني من نار»، وكانت النتائج الطرد من رحمة الله.
والفتنة تبدأ بالشرارة الصغيرة ثم تكبر، أي من محيط الأسرة الصغير إلى المجتمع الأكبر، فتحطم من يمر أمامها شر تحطيم. والله المستعان.
• الرحمة
«لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولا عار ولا مغبون ولا مهضوم، ولا قفرت الجفون من المدامع، واطمأنت الجنوب من المضاجع، ولمحت الرحمة الشقاء من المجتمع، كما يمحو لسان الصبح مداد الظلام». (المنفلوطي)