آراءمحلي

الفدغم: لا تضرب ابنك

علي الفدغم
علي الفدغم

كتّاب حماك – علي الفدغم:

عبدالله، طفل دائم الجلبة كثير الحركة والتساؤل وله بعض من الاستفزاز الطفولي، يخطئ فيستغرب انتفاخ اوداج ابوية من الغضب على فعل ظن انه يستحق التجريب، ويسال فيرى التململ من كثرة الاسئلة في شيء يريبه ،وتدركه السآمة فيلهو فيلحظ النظرات تلهب وجهه فلا يعرف ما اقترف من بداهة ما صنع، هذا عبدالله وكم من عبدالله عندنا؟.

ويجذبني ذلك للتساؤل لم الغضب من اعمال طفولية نحن متوقعون حدوثها؟ ولماذا نقتنص السيء منهم ولا نرى الحسن في كثير اعمالهم؟ ولماذا نلبس لباس السلطة في توجيه ابناءنا؟ والسؤال الاهم كيف نعالج اخطاءهم؟.

فلو تمهلنا وتبصرنا بما نعمل من تربية لوجدنا اننا ايضا مزعجون لهم، فالحركة واللعب والتساؤل  طبيعة فيهم ولكنها الحساسية والانانية من الاباء تجاه الابناء التي تقتضي في عقلية الاباء ان يكون الطفل كالآلة يوجه عن بعد وهو اسلوب ينتج طفل ينظر للأخرين في تحركاته طلبا لإرضاء منهم اكبر منه ليتقي النقد والضرب في حق من حقوقه الا وهو اللعب والتساؤل ، فيتحول الاباء الى مصدر الم وأذى للأبناء حتى اذا ما كبروا ظل هذا الالم فيتفادون الابناء الاباء في كبرهم  اتقاء منهم وليس احتراما لهم، فما كان الضرب والصراخ في يوم ما الحل الوحيد بل يزيد العنف والسوء في الأطفال بل ويدمر العلاقة بين الاباء والابناء. 

ان الضرب والصراخ  ليس تربية انما  فرض للسلطة فقط, فكل مخلوقات الله مهما عظمت او صغرت تتقنه ولا ينمان الا عن قلة حيلة ونفاذ صبر.  فلم لا نتوقف ونصمت  لبرهة وننظر في عيني الطفل ونبين خطا ما فعل مع حبنا له. ولم لا نجرب اسلوب جديد للتربية غير الخوف والرهبة,  انت لا تربي عبدا و لا عدوا بل طفل من لحمك ودمك، وروحه من روحك، انه ابنك ويستحق التقويم والارشاد بلا صراخ او ضرب, فان اساءك في شيء فقد سرك في اشياء، فلم التمعن بالسوء ما حقر و نسيان من السرور ما كثر.

اليس  من المجدي للطفل و لنا ان نجعل أحضاننا مأواه  فلا يرى منا جانب الغضب والاحتقان فقط بل يرى الحب والرحمة فيعرف مكمن خطاءه  ويلمس الحب في قلب ابويه، فان ازعجك بصراخه فصوت التلفاز والمسجلات اعلى من صوته، وان ضايقك بحركته فاخرج معه من ضيق البيت الى الخارج، وان كسر شيء فما اكثر ما كسرت في حياتك،  

ان التربية هي انشاء لطفل يشعر بكرامته ويقدر نفسه بحب ابويه واحتضانهما من المنشأ الاول، فمن لا يحتضه ابويه يحتضن الشارع الذي فيه العدو والصديق وفيه المنحرف و الصالح، فاقتناص الحسن من افعاله ومنحه به المدح والاستحسان و تعريفه ما اقترف من خطأ خير من اهمال الحسن وتقريعه على جهل لا يعرف في ما خطاءه فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى