آراءدولي

الفليج: استقرار الخليج مطلب شعبي

عصام الفليج
عصام الفليج

عصام الفليج:

اليوم يبدأ انعقاد مؤتمر القمة الخليجية في دولة قطر، بعد نجاح مساعي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله في رأب الصدع بين بعض دول الخليج العربي، وتحقيق المصالحة بحمد الله.

وان ألفت الشعوب الخليجية تكرار انعقاد هذه القمة بنتائج اقل مما تحلم، الا انها مازالت متشبثة بها، وترى انها تحقق استمرار الوحدة، ليس من باب قومي او عروبي كما يظن البعض، بل من باب التكاتف والتآزر والاستقرار، والذي بان في أحسن أوضاعه فترة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت في 2 اغسطس 1990م.

تمر المنطقة الآن في ظروف صعبة ومعقدة، عسكريا وأمنيا واقتصاديا وفكريا وعقديا، فأسعار النفط في تنازل، والحوثيون سيطروا على اليمن بلعبة غريبة، والداعشيون ينتشرون بمساحات أكبر من عددهم، ويسيطرون عليها وسط ذهول عالمي، والقاعدة تظهر في الأزمات، وتجاوز عدد قتلى الشام ربع المليون «انسان»، اكثر من %50 منهم أطفال ونساء وشيوخ، ومثلهم في العراق، والمفاعل النووي الايراني يعمل بكامل طاقته، وسط بوادر عودة علاقات تباطئية مع الغرب عموما، وأمريكا خصوصا، وتناحرات عقدية بين السنة والشيعة في بعض الأماكن، وتجاذبات فكرية بين التيارات الاسلامية والليبرالية، والاسلامية الاسلامية، والليبرالية الليبرالية، والنتيجة تأخر التنمية في بعض الدول، وتخوف رأس المال من الآثار السلبية، وبالتالي هجرته نحو الدول الآمنة، واستمرار الصراع بين الاختلافات المستمرة، التي يقتات عليها البعض.

أنا أقدر مستوى التوتر الذي تعيشه بعض الدول، وأقدر حرص الحكام على الاستقرار وتوفير الأمن والأمان، وتنمية الدخل الفردي، ورفع مستوى المعيشة، والحفاظ على كرامة المواطن والمقيم، وتوفير سبل التعليم والخدمات الصحية المتميزة، والاهتمام بالاقتصاد العام والخاص، ولا يشك احد في حرص حكام الخليج وفقهم الله على مصلحة الشعب الخليجي، والناس يريدونكم أنتم لا غيركم، فأريحوهم بقرارات سياسية واقتصادية وأمنية تطمئنهم، بعيدا عن التوترات والسجالات الخارجية.

لم يعد حلم التنمية هاجس المواطن الخليجي، فقد تحولت جل أمنياته الى الأمن والأمان والاستقرار، وأصبح يمسي قلقاً من احداث اليوم، وأضحى ينتظر الصباح ليرى صورة حكام الخليج وهم متماسكون مبتسمون، فصدقوني.. حتى الصورة اصبح لها أثر في نفوسنا.

أسال الله عز وجل ان يوفق حكام الخليج الى الخير والسداد، وان ينجح هذا المؤتمر في التقريب وتأليف القلوب، وتحقيق الأمن والأمان للجميع.

وشكر كبير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله على جهوده الطيبة، رجل الانسانية والدبلوماسية الدولية.

٭٭٭

كتب الخليفة عمر بن عبدالعزيز الى حسن البصري طالباً منه ان يجمع له بين أمري الدنيا والآخرة في كتاب بايجاز، فكتب اليه الحسن البصري قائلاً: «انما الدنيا حُلمٌ والآخرة يَقَظة، والموتُ يتوسّطهما، ونحن في أضغاثِ أحلام، مَن حاسب نَفسَهُ رَبِح، وَمَن غَفَلَ عنها خَسِر، وَمَن نَظَرَ في العَواقِبِ نَجا، وَمَن أطاعَ هَوَاهُ ضَل، وَمَن حَلِمَ غَنِم، وَمَن خافَ سَلِم، وَمَن اعتَبَرَ أبصَر، وَمَن أبصَرَ فَهِم، وَمَن فَهِمَ عَلِم، وَمَن عَلِمَ عَمِل، فاذا زَلَلتَ فَارجِع، واذا نَدِمتَ فَأَقلِع، واذا جَهِلتَ فَاسأل، واذا غَضِبتَ فأمْسِك، واعْلَم ان أفضل الأعمالِ ما أُكرِهَتِ النفوسُ عليه».

المصدر: الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى