آراءخبر عاجلصورة و خبر

الفليج: اللهم سلط عليه كلباً من كلابك

شوارح حماك 

استسهل البعض التطاول على الأديان والأنبياء (ع)، اما كفرا بهم كما في الأديان المخالفة، او مكابرة منهم كما هو حال سادة قريش ومن سن سنتهم، وهم لا يعلمون اثر ذلك عليهم في الدنيا والآخرة، فقد حمى الله عز وجل أنبياءه (ع) في حياتهم وبعد وفاتهم، وفي التاريخ مواقف وقصص كثيرة، سأذكر منها بعض ما ذكرته السير..
< تجهز أبو لهب وابنه عتبة للسفر الى الشام، فقال عتبة: والله لأنطلقن الى محمد، ولأوذينّه في ربه.فانطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد.. كفرت بالذي دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك».ثم انصرف.
فلما رجع عتبة الى أبيه، ذكر له ما جرى، قال: يا بني.. والله ما آمن عليك دعاءه!
فساروا حتى نزلوا بالشراة، وهي أرضٌ مسبعة، فقال أبو لهب: انكم قد عرفتم كبر سني وحقي، وان هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم الى هذه الصومعة، وافرشوا لابني عليها ثم افرشوا حولها.ففعلوا، فجاء الأسد ونحن نيام فشمَّ وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد تقبض فوثب وثبة، فاذا هو فوق المتاع، فشمَّ وجه عتبة ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه!! فقال أبو لهب: قد عرفت أنه لا يتفلت من دعوة محمد!! (تفسير ابن كثير).
< وقال الحافظ ابن حجر العسقلانيّ: «توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغوليّ كبير، عُقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول، فأخذ احد دعاة النصارى بشتم النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ بالشتم، زمجر الكلب وهاج ثم وثب عليه وخمشه بشدة، فخلّصوه منه بعد جهد.فقال بعض الحاضرين: هذا بكلامك في حق محمد، فقال الصليبيّ: كَلاَّ، بل هذا الكلب عزيز النفس، رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه، ثم عاد لسب النبيّ صلى الله عليه وسلم وأقذع في السب، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنقه، وقلع زوره في الحال، فمات من فوره، عندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول».كتاب الدرر الكامنة، وذكرها الذهبيّ في معجم الشيوخ باسناد صحيح.
< وأخيرا.. لنستطلع هذه الرواية.. فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى كسرى وقيصر، فامتنع كلاهما من الاسلام، لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فثبت الله ملكه، وكسرى مزق كتاب رسول الله واستهزأ به، فقتله الله بعد قليل، ومزق ملكه كل ممزق، ولم يبق للأكاسرة ملك.(الصارم المسلول).
وكان من أثر ذلك ما ذكره السهيليُ أنه بلغه ان هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيمًا له، وهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة، ثم كان عند سبطه، فحدثني بعض أصحابنا ان عبد الملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب، فلما رآه استعبر، وسأل ان يمكنه من تقبيله فامتنع.
ثم ذكر ابن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري ان ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، فأخرج منها كتابًا قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خِرقَة حرير، فقال: هذا كتاب نبيكم الى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه الى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لايزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظمه ونكتمه عن القساوسة ليدوم الملك فينا.
نعم.. لقد حفظ الله عز وجل هذا الدين، وحفظ نبيه، فعلينا بالعظة والثقة والدعاء وحسن العمل وضبط النفس.
اللهم احفظ بلاد المسلمين من البلاء.. آمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى