مطلق راشد القراوي:
يعلمنا القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة البقرة أن الفتنة أشد من القتل، وكذلك أن الفتنة أكبر من القتل، وهذا التكرار في نفس السورة جاء للتأكيد على هذا المعنى.
في إحدى المقابلات التلفزيونية مع من يدعون المعرفة والفكر والاستشارة والبحث ولم يعرف عنهم كل هذا من قبل، نجدهم يخوضون في التهويل والتخويف والادعاء والتهم من غير دليل ولا مرجع ولا نقاش بناء، سوى ما يدور في خلدهم وأمهات أفكارهم، يدعون أنهم يخافون على الكويت ويحرصون على أمنها واستقرارها فيتناقلون هذه الادعاءات والأفكار المرجوجة في تحقيق مصالح لهم أو تسجيل مواقف تعود عليهم بالنفع، ولا يعلمون أنهم يثيرون فتنة تحرق البلاد والعباد.
إن الخوض في إثارة الفتن واستفحالها يجعل من القضية الصغيرة جبلا شامخا، فكثرة الكلام والمغالاة فيها والزيادة في نقلها وخاصة من المخالف، «يصنع من الحبة قبة» ويجعل كثيرا من الكذب حقيقة، ويرسخ البغض في القلوب والحقد في الأرواح والتفرقة بين الأهل والأقارب، هكذا تكون نهاية الفتنة .. دمار للمجتمع وخلاف يؤدي للعداء، ولهذا قال الله عز وجل (والفتنة أشد من القتل)، فلو احتوى اهل الاختصاص وجود كل مشكلة في البلاد وهم أدرى بها دون تدخل المتطفلين وأهل الفتن لتم حلها من خلال القوانين واللوائح والنظم، ولو تركت لكل من هب ودب لكان فعلا أن القتل أهون من عواقب هذه الفتن.
بعد أحداث نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في الدنمارك نشرت إحدى الصحف السويدية صورا أخرى تسيء له، فما كان من الجالية المسلمة إلا عدم إعطاء أي أهمية لهذا الخبر (إيمانا منها بأن هذه الصور لا تنقص من مقامه صلى الله عليه وسلم شيئا) وعدم إثارة أي حدث تجاهه، الأمر الذي جعل الجريدة تعتذر حينما علمت أن هذا الخبر لم يحقق لها شيئا.
نقول لهؤلاء أهل الفتن والهرج والمرج… الله الله بالكويت وأهلها اتقوا الله فيها، كونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر قفوا مع المخلصين وانصحوا المخطئين وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، ونطالب أهل الحل والعقد بأن يتداركوا نشر مثل هذه الفتن ومحاسبة مسببها حماية للوطن والشعب.
