من المحن تولد المنح

الذكيُّ الأريبُ يحوّلُ الخسائر إلى أرباحٍ ،والجاهلُ الرِّعْديِدُ يجعلُ المصيبة مصيبتينِ, طرد الرسولُ صلى الله عليه و سلم من مكةَ فأقامَ في المدينةِ دولةً ملأتْ سمْع التاريخِ وبصرهُ .
الإمام أحمدُ بنُ حَنْبَلَ سُجن وجلد ، فصار إمام السنة ،حُبس شيخ الإسلام ابنُ تيمية فأُخْرِج من حبسهِ علماً جماً ،وُضع السرخسيُّ في قعْرِ بئْرٍ معطلةٍ فأخرج عشرين مجلداً في الفِقْهِ ،أقعد ابن الأثيرِ فصنّفَ جامع الأصول والنهاية من أشهرِ وأنفعِ كتبِ الحديثِ .
ابنُ الجوزي نُفي من بغداد ، فجوَّد القراءاتِ السبعِ ،أصابتْ حمى الموتِ مالك بن الريبِ فأرسل للعالمين قصيدتهُ الرائعة الذائعة التي تعدِلُ دواوين شعراءِ الدولةِ العباسيةِ ،مات أبناءُ أبي ذؤيب الهذلي فرثاهمْ بإلياذة أنْصت لها الدهرُ وذُهِل منها الجمهورُ ، وصفَّق لها التاريخُ .