آراءمحلي

الكندري:ثقافة التسامح… حاجة!

عبد العزيز الكندري:عبد العزيز الكندري

إننا اليوم كمجتمعات عربية في أمس الحاجة إلى نشر بذور التسامح بيننا، خاصة في هذا العصر عصر الكراهية والتعصب والتطرف والانتقام، إننا كأمة إسلامية جاء رسولها -صلى الله عليه وسلم- للبشرية كافة مطلوب منها أن ترسخ قيم التسامح والمحبة والتعايش وتقبل الآخر. لقد تفننا في غرس الكراهية لبعضنا البعض لدرجة أن أبناءنا أصبحوا وتربوا على كراهية الآخر، والنظر إليه بنظرة فيها انتقاص وتقليل من القيمة، وأصبحت أطروحاتهم متعصبة متشنجة، بدل أن نشحنهم بالطاقة الإيجابية وقبول وحب الطرف الآخر، أصبحنا معاول هدم لا بناء، كيف لطفل في المرحلة الابتدائية يعرف تفاصيل الطائفية والتعصب؟! من الذي علمه غير الأسرة التي تربى ونشأ فيها؟ إن النواة الحقيقية لغرس قيم التسامح هي الأسرة التي يتربى بها الإنسان خاصة من الأبوين، حيث نقوم بتربيتهم على هذه الخصلة الحميدة، وأن يتسامحوا مع أصدقائهم وجيرانهم، والمدرسة أيضا لهم دور كبير جدا حيث يقضي الشاب سنوات من حياته فيها، إضافة إلى الإعلام لما له من دور كبير في المجتمع، وشاهدنا بعض القنوات الفضائية كيف كانت تنثر بذور الفرقة بين مختلف طوائف البلد الواحد. ويقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس»، وفي آية أخرى: «وإن تعفوا وتصفحوا فهو خير لكم». ويقول القرطبي في التفسير: «والعفو ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح إزالة أثره من النفس، صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه، وقد ضربت عنه صفحا إذا أعرضت عنه وتركته، ومنه قوله تعالى «أفنضرب عنكم الذّكر صَفحا». ويقول مايكل باري في كتابه عن علاج الأمراض السرطانية «إن فقدان القدرة على المسامحة هو في حد ذاته ظاهرة مرضية تؤثر سلباً على الصحة، خاصة إذا كان المرء مصاباً بأحد الأمراض المزمنة، إنه من المثبت علمياً أن التوتر العصبي نتيجة عدم المسامحة يضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية والشرايين ونظام المناعة في الجسم». كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) قمة في الحلم والتسامح، وكانت أفعاله قدوة للآخرين، وهذه قصة حدثت معه: كانت إحدى العاملات تسكب الماء للإمام زين العابدين، فسقط من يدها الإبريق على وجهه، فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت له: إن الله يقول: «والكاظمين الغيظ» فقال: قد كظمت غيظي. قالت: والعافين عن الناس. فقال: عفا الله عنك. ثم قالت: والله يحب المحسنين. فقال عليه السلام: اذهبي فأنت حرة لوجه الله. ويقول الدكتور وليد فتيحي: «

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى