إسعاد الناس عبادة

نسمع كثيرًا عن جبر الخواطر، ولا نتحسس معناها ولا ندرك أثرها على الغير، على الرغم ما لهذه الشعيرة الإيمانية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، لما لها من عظيم الأثر على نفوس الناس، فكم منا من يطير فرحًا إذا ابتسم أحد الناس في وجهه، وكم منا من لا تسعه السعادة إذا سمع كلمة تشجيع أو استحسان من غيره.
جبر الخواطر معناه رفع همه الشخص أو تهوين مصيبته والأخذ بيدية حتي يمر بمصيبته، ورفع همه الشخص قد تكون بالنصيحة أو الابتسامة أو الصدقة ، وجبر الخواطر من المعاملات الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم وكل شخص عموماً بعيد عن ديانته ، ومن يعمل علي جبر الخواطر فهو بالتأكيد شخص شهم ومعدنة أصيل .
ومما يُعطي هذا المصطلح جمالًا أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى، وهو “الجبَّار”، وهذا الاسم بمعناه الرائع يُطمئِن القلب، ويُريح النفس، فهو سبحانه “الذي يجبُر الفقرَ بالغنى، والمرضَ بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، فهو جبَّارٌ مُتَّصِفٌ بكثرة جبره حوائجَ الخلائق.
وتطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهدٍ، ولا كبير طاقةٍ، فربما يكفي البعض كلمةٌ مِن ذكرٍ، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر إلى مساعدة، وينقص ذاك جاهٌ، وينتظر البعض قضاءَ حاجةٍ، ويكتفي البعض الآخر بابتسامة، فعلينا أن نَجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا، ولا نبخَل على أنفسنا، فالصدقةُ والخير نَفْعُه يعود إليك.