
د. محمد رشيد العويد يكتب:
كم أتمنى لو تقوم جهة ما بإجراء استبيان للرأي ، يشمل ألف زوجة أو أكثر ، في بلادنا المسلمة ، أو في بلدان أوربا وأميركا ، وتوجّه فيه الأسئلة التالية : هل تشعرين بالرضا حين يبيح القانون لزوجك اللهو مع نساء أخريات .. أم حين يقصر هذا اللهو عليك ويحصره فيك أنت وحدك ؟ متى يزداد شعورك بالأمـن : حين يسهر زوجك خارج البيت في ملهى أو مرقص أو حانة .. أم حين يسهر معك أنت في البيت ؟
– هل تطمئنين إلى حب زوجك وإخلاصه حين يلاطف من يصادفه من النساء ، في العمل أو غيره ، أم حين تكون هذه الملاطفة محرمة عليه ؟
– متى يقوى إحساسك بالحرية .. حين يكون زوجك حراً في مخالطة النساء .. أم حين يكون مقيداً فيها وممنوعاً عنها ؟
ولعلكم توافقونني على أن معظم الزوجات ، إن لم يكن جميعهن سيختار الحال الثانية في جميع الأسئلة الأربعة المطروحة في الاستبيان . أي أن كل زوجة ستشعر بالرضا والأمن ، وتطمئن إلى حب زوجها وإخلاصه ، ويقوى إحساسها بالحرية ، حين لا يلهو زوجها إلا معها ، ولا يسهر إلا عندها ، ولا يلاطف سواها ، ولا يخالط غيرها من النساء ….
واسمحوا لي بعد هذا أن أسأل : ومن يضمن ذلك للزوجة غير الإسلام ؟
هل المجتمع الغربي الذي يبيح للرجل السهر في الحانات والملاهي ، ومخالطة النساء ، والنظر إلى كثير مما ظهر من مفاتنهن .. يضمن ذلك للزوجة .. أم الإسلام الذي يمنع هذا كله ويحرمه ؟
روى الطبراني بإسناد جيد عن النبي أنه قال : (( كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو .. إلا أربع خصال : مشي الرجل بين الغرضين ( للرمي ) ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، وتعليمه السباحة )) .
ونفهم من هذا الحديث أن ملاعبة الرجل زوجته ليس مباحة فحسب … بل إن الإسلام يحث عليها ويأمر بها كما في أحاديث نبوية صحيحة . وهذا مع تحريمه الشديد ملاطفة امرأة أخرى ، أو مخالطتها ، أو النظر إليها …. فهلا تأملت الزوجة ، مسلمة كانت أم غير مسلمة ، كيف يحمى الإسلام الزوجة ويحفظها ، ويرعى مشاعرها ، ويصون حريتها !