آراءمحلي

المطوع يكتب: النأي بالنفس قولا وفعلا

مبارك المطوع
مبارك المطوع

 

مبارك المطوع – عالم اليوم:

في اوائل الثمانينات في السنوات الاولى للحرب العراقية الإيرانية والتي امتد زهاء ثمان سنوات جمعنا  لقاء مع المرحوم «بإذن الله» الشيخ سالم صباح السالم الصباح وزير الدفاع في حينها بمناسبة تخرج فوج من الضباط المجندين وكان لي الشرف انني منهم.

وفي كلمته التي حدثنا بها ان الحرب دائرة بين دولتين جارتين لنا ونحن نراقب ونتابع ونستعد لكل احتمال وطارئ ولكن لا نتدخل ولسنا طرفا فيها ولكن لابد ان «يحوشنا» طشارها «كما قال بالحرف» رحمه الله.

وكان من مأثر الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد انه يتفقد المواقع الأمامية للجيش «القوات المسلحة» ويمضي معهم كل الوقت الكافي يراقب ويتابع الحدود بنفسه ويصلي بهم الفروض امام ويعود للديرة مساء.

هذا ليس سردا لتاريخ وان اصبح من الماضي لان حالة الحرب والنزاع بين المتنازعين من  حولنا لم تهدأ ولم تنتهي بصورة أو بأخرى لكنها قائمة مستمرة المهم ان الكويت كانت تتبع سياسة ما يسمى او اطلق عليها النأي بالنفس – سيما وانها ليست طرفا او سببا فيما حدث.

ومع الاعتراف او الاقرار بملاحظة انقسام التوجهات الفردية او الشخصية او على مستوى بعض الجماعات لكن ذلك لم يكن يؤثر او يغير قيد أنمله في سياسة الدولة الثابتة.

بل ان الدولة بقيادتها السياسة وممارسة سلطتها الطبيعية قد فرضت هيبتها وتوجهها على كافة الشعب افرادا وجماعات ومن شذ وخالف فإنه يلقى مصيره وحكمه العادل بالقانون والقضاء ولا ننسى بل نذكر ان الكويت دفعت ثمنا لذلك في محاولة اغتيال أمير البلاد بتفجير موكبه والاعتداء باختطاف الطائرات وقتل الابرياء وايضا تفجير السفارات ومصالح الدولة والمقاهي الشعبية الخ لانها في نفس الوقت كانت تنطلق من سياسة ثابتة راسخة اساسها المبادئ والقيم المتأصلة في الدستور وطبيعة البلاد وانتماؤها العربي الاسلامي الاصيل.

واليوم وكما يقال ما اشبه اليوم بالبارحة أو ان التاريخ يعيد نفسه يدور حولنا صراع مسلح واقتتال وان اخذ شكلا اخر ودخلت عليه أدوات الاعلام والدعاية بالاطلاق اسماء او صفات عليه ولن نخوض في كثير في هذا الجانب تاركينه لم يلتمس الحقيقة ويبني عليها ويسمى الاشياء بمسمياتها او يعرف حقائق الامور له فما عنينا هنا ان الدولة مطالبة بموقف حازم ثابت وعندها لا تكون طرفا في النزاع فعليها حقيقة النأي بالنفس فعلا وعملا لا شعارا وأقوالا كما حصل في بلاد اخرى ارادت ذلك واعلنته رسميا لكنها واقعا تم احتراقها وخرج من بينهما من خالف نظام البلاد وتوحد عامة الشعب.

فضلا عن سياسة البلاد التي لم تتمكن لا بالجيش او القوة ولا بالسياسة ان تمنع من انجاز وتدخل وقاتل لصالح طرف على اخر فأصبح شعار النأي بالنفس كذبة كبيرة وخداع أضر بالدولة واحرجها.

لكن الكويت كدولة مازالت متماسكة حتى الآن قادرة عليه وعليها ان تمنع من يتنقل هنا او هناك ويتصرف على هواه مخالفة سياسة دولته كما حصل هذه الايام بزيارات وتحركات كانت اولى بها كدولة ان تحاكم وتمنع من تحرك بها داخل البلاد او خارجها لتؤكد على هذه السياسة الثابتة فتبدأ البلاد من ردات الفعل او خلق الاعداء وان تسبب فئة ضالة منحرفة في اسباغ لون ما إلى سياسة بلد ودولة فيها كل الاطياف والفئات والآراء والتوجهات والجماعات ما لا يحتمل اي إساءة من احدها نحو الاخرى.

فإذا لم تتصرف الدولة بحزم وحكمة فإن رحى الحرب التي تدور حولنا قد تمتد الينا لا قدر الله وينالنا منها نصيب او يحوشنا طشارها ولات حين مندم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى