آراءدولي

المطوع: مدربة اليوغا.. كيف أسلمت؟!

د. جاسم المطوع:د.-جاسم-المطوع
الإسلام في فرنسا يزداد يوما بعد يوم، وقد سمعت وشاهدت قصصا كثيرة في الدخول بالإسلام أثناء رحلتي الأخيرة، ومنها كانت قصة مدربة اليوغا الشهيرة، والتي تدرب على التركيز والاسترخاء وكيفية التنفس بطريقة مريحة من خلال رياضة اليوغا، وكان ممن تدربهم رجل عربي مسلم رأته يوما وهو يصلي فاستغربت من صلاته وقالت له: من المدرب الذي علمك هذه الرياضة؟ فابتسم وقال لها هذه صلاتنا، فاستغربت من اجابته وقالت له: ولكن هذه مثل حركات اليوغا التي أدربها حتي يعيش الناس بسلام وراحة، قال: هذه صلاتنا التي نصليها خمس مرات باليوم، فطلبت منه أن يشرح لها حركات الصلاة فشرح لها فكان تعليقها أن قالت: إن صلاتكم هذه فيها كل ما ندربه في اليوغا، ففيها التركيز في النظر، وفيها تحريك كل أعضاء الجسد، الرأس والرقبة والكتف والظهر والفخذين والقدمين، وفيها كذلك تحريك أصابع اليد والقدم، كما أن فيها مساجا جسديا من خلال تمرير اليدين على أطراف الجسد أثناء الوضوء، ثم بدأت تسأل أكثر عن الكلام الذي يقوله المصلي، فشرح لها الرجل محتوى الآيات القرآنية وأن سورة الفاتحة التي يقولها المصلي وهو واقف كلها حمد وشكر، وعندما يركع المسلم أو يسجد يشكر الله ويعظمه ويحمده، وفيها يدعو لنفسه ويسلم ويصلي على النبي محمد وعلى أبي الأنبياء إبراهيم عليهما السلام، وبعد الصلاة يجلس يذكر الله ويشكره ويحمده، فوقفت المدربة وصاحت في وجه الرجل قائلة: كل هذا عندكم في الإسلام وتأتي لتتعلم عندي اليوغا، فرياضتكم هذه أفضل من اليوغا التي أدربها الف مرة، لأنكم تعملونها خمس مرات باليوم، وكل الكلام الذي تقولونه فيها يساعد النفس على الراحة والطمأنينة والسلام، بالإضافة إلى تحريك أعضاء الجسد كله والتحكم في التنفس، فكان هذا الموقف وهذا الحوار سببا في دخولها للإسلام.

وقصة أخرى غريبة حصلت لفتاة فرنسية اسمها (جنيفر) سافرت البرازيل للسياحة وكان من ضمن البرنامج السياحي أن تذهب للمبيت في جزيرة جميلة، فركبت السفينة وأثناء الطريق هبت عليهم ريح شديدة، فشعرت بقرب الموت منها وتذكرت صديقتها المسلمة التي كلمتها مرة عن الإله الذي تصلي له، فنظرت إلى السماء ورفعت يديها تتحدث مع خالق السماء (بحسب تعبيرها) وقالت: يا خالق السماء إن أنجيتني من هذه العاصفة وهذا الموت المحقق فإني سأقرأ الكتاب الذي يقرأه المسلمون لأتعرف عليك، وبعد ساعات تجاوزت هذه اللحظات العصيبة وهدأت العاصفة، فعادت إلى حياتها الطبيعية ورجعت لفرنسا ونسيت أنها واعدت ربها بأنها تقرأ كتابه، وبعد سنة كما تقول تذكرت وعدها للخالق فاشترت ترجمة القرآن بالفرنسية وصارت تقرأ منه حتى وصلت للآية «هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين» فاستغربت من الوصف الدقيق لحالتها التي عاشتها بالبرازيل وكانت هذه الآية سبب دخولها في الإسلام، ثم تعمقت في الإسلام وصارت تقرأ الكتب وتتعلم القرآن واللغة العربية، فشعرت أنها ضيعت الكثير من حياتها عندما كانت بعيدة عن الإسلام، فأسست مدرسة لتعلم أطفال المسلمين الفرنسيين اللغة العربية وعملت نظاما يخدم المسلمين بمدرستها، فسمحت بتوظيف المعلمات المحجبات، وكانت توقف الحصص المدرسية من أجل الصلاة، وانطلقت تنشر الإسلام بكل حماس ونشاط.

فهاتان قصتان اخترتهما من مجموعة كبيرة من القصص التي عشتها في دخول الفرنسيين للإسلام، ولعل من طرائف ما حصل لي أثناء القاء محاضرة عن تربية الأبناء وكان من ضمن الحضور رجل كفيف فرنسي غير مسلم فقال لي: قريبا سأتخذ قرارا بالدخول في الإسلام بسبب ما سمعته منك من جمال في نظرة الإسلام للأسرة وتربية الأبناء، ثم طلب من الحضور الدعاء له بسرعة الدخول للإسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى