آراءصورة و خبرمحليات

المطوع يكتب : أشباح الفساد وأشباه الرجال

الاستاذ مبارك المطوع

بقلم المحامي/ مبارك المطوع

كثير الحديث عن الفساد (ما مليتو من الحكي) ..

المشكلة أنه مجرد حجي وهذره ولغوة ـ ولانرى أي أثر إلى زيادة في الفساد وزيادة في الحكي ..

هكذا إذن تكون ردة الفعل على ما أجمع الجميع على وجوده وأسموه الفساد . وأقاموا له مؤسسة حكومية ومسئولين كبار وشيوخ للتصدى له فزاد وعم وطم .. وعقدوا له مؤتمرات لمعالجته ودراسة ظاهرته .. فأصبح كأنما له وجود شرعي وأعطوه بذلك شهادة ميلاد هي هو أبن شرعي للنظام القائم أي بفعله وعلمه وتحت سمعه وبصره فإذا كانت السلطة والنظام متهمة في ذلك من يجرؤ أن يقول للسلطة أنت السبب وسياستك ومواقفك ومعالجتك الترفيهية وراء وجوده وانتشاره .. من يجرؤ .

ربما ليس خوف من بطش السلطة به أو الفتك بأرواح أبرياء آخرين .. لكن ربما الخوف من الفتك بمصالحهم أو مراكزهم أو المنافع المرجوة لهم .. وبالتالي هناك خسارة أن لم تكن في الروح فهي في عديل الروح .. فالخوف من ردود الافعال وارده وإلا ماهو السبب وممن يكون الخوف لقول كلمة الحق .. والحق هنا أن تشير إلى الفساد بالتحديد وتضع أصابعك على موطن الآلم فإذا كان منتشرا وقد استشرى إلى حد يهدد الجسد فلا مناص من بتره وهذا قانون الطلب ..فهل بترنا يوما مصدر الفساد ؟؟

كلنا نتكلم عنه ولم نوجه يوما اتهاما أو شبهة إلى مصدر الفساد الحقيقي وإذا أحد في الوزارة أو المجلس استعرض عضلاته وينمى شعبيته لمجلس قادم قام بتحويل عدد من الاتباع أو ذيوله الظاهرة إلى التحقيق وربما اكتفى بالتحقيق الإداري أحيانا ..

وإن الإحالة إلى النيابة والقضاء عمليات فردية تقع برأس الصفوف الخلفية أو الضحايا التي يختارها المسئولون لتقع الفأس في الرأس ويذهبوا كبش فداء للرؤوس الكبيرة فهل هذه هي معالجة الفساد المتوقعة لو كان ثمة رجولة أو صدق أو اخلاص لكان رد الفعل على قدر الفعل أقوى .

ولكننا مازلنا نتكلم عن اشباح للفساد ولم نعرف له حقيقة أو مصدر أو جهة فيما يسميه البعض مؤسسة الفساد فهل هذه مؤسسة (أشباح) أو ينانوه حتى هؤلاء لهم رقبة وطب لها الفساد لدينا فيبدوا انه قد تحصن بأشخاص أصبحو فوق القانون وفوق الشبهة ـ أو أنهم لم يجدوا رجال يتصدى لهم وإذا لم يصدقوا ما أقول فلنرجع إلى التجارب السابقة والتحقيقات في النيابة وأحكام القضاء التي صدرت فيها كلها لم تنهى الفساد وربما كانت

سببا في زيادته لا أود أن يزيد .. ويكفى أن أقف عند هذه الحدود والباقي عليكم 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى