آراءصورة و خبر

المطوع يكتب: القوة لن تحسم صراعات المنطقة..الحل بالحوار

الاستاذ/ مبارك المطوع

بقلم: الأستاذ مبارك المطوع

لا شك أنكم تدركون وتتابعون من موقعكم ما يمر به العالم من أحداث وتطورات جنحت إلى الفوضى والتطرف وضياع القيم والمبادئ الإنسانية والقانونية وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط بعد مرور سنوات على ما أطلق عليه اصطلاحا (بالربيع العربي) ومازالت هذه الأحداث مستمرة وتتواصل وبشكل مأساوي محزن دخلت فيه واشتركت كافة العناصر من دول المنطقة وأنظمتها والأحزاب والتيارات السياسية والدينية والقبلية أو العشائرية… الخ .

حتى كادت الحقائق تغيب وتضيع في خضم هذه الفوضى والتلاطم في الأعمال والأفكار والأقوال وأصبح الضحية اليومية هم المدنيون والأبرياء والعزل من شيوخ ونساء وأطفال وان استخدام القوة والتي حتما سيترتب العديد من الضحايا من هؤلاء لم يعد تحت السيطرة القانونية والعدالة المنشودة .

وأصبح الكل ومن جميع الأطراف يستخدمها بصورة أو بأخرى ومن جميع الجهات مما يؤكد أن استخدامها هذا وبهذه الصورة لن تكون له عواقب حميدة ولا نتائج مرضية كما يريدها من خطط لها وأقدم عليها ..

بل أن المنطقة تشهد موجه تأييد وميول نحو التطرف واستخدام القوة مقابل القوة دون تفرقة بين من يستخدم القنابل الذكية بطائرات بلا طيار ومن يستخدم السكين والسيف واليد فالموت واحد .

وبعد طول نظر وتأمل ومراجعة يتضح بجلاء أن المناطق العربية هي إسلامية بطبيعتها ولا يمكن أن يمثلها أو ينطق باسمها إلا من كان يحمل هذه الصفات أو أي محاولة لغير ذلك أو خلافة ستبوء بالفشل والمواجهة واستخدام العنف سيما بالظروف الحالية والتي أشرنا إليها …

حيث أن الإسلام دين وأن قام على مبادئ واحدة وثابتة كالتوحيد والشهادتين والصلاة والفرائض المفروضة إلا أنه في ممارسته العمل به أخذ أوجه كثيرة ومذاهب وتوجهات أصبح لها أتباع ومريدين بل تقوم عليها سياسة دول كاملة وتتفق مع غيرها أو تختلف في أشياء لكنها بالنهاية يجمعها هذا الدين الإسلامي والانتساب إليه .

 لذلك لن يجد أحد فرصة لإنهاء ما يدور من صراع أو معظمه ولن يمكن الحد منه  والتصدي له بالقوة أو القتل والتدمير وحسب ..

بل أن هناك من يدعو للحوار مع المتطرفين أو فتح جبهات فكرية ونقاش معهم أو غيرهم ممن شاكلهم ..

كما جرت عملية المراجعات وأثمرت على أكثر من صعيد أو جهة ولكن الأهم من ذلك والأجدى والأجدر أن توجد جبهة موحدة ومعتمدة وتبقى على الشرعية القابلية لدى الشعب القائمة لكل وطن أو بلد وتكون هذه الجهة أيضا ممكن قبولها وعرض أمرها على هذه الفئات والجهات المتناحرة من رسمية وغير رسمية فتلاقي القبول وتكون مرشحة لذلك فيناط بها أمر إنهاء الصراع والحد منه ووضع سبيل التعايش المستقبلي مع الحفاظ على المكتسبات السياسية والاقتصادية والوطنية لكل بلد أو دولة وفضلا عن مكتسبات الأمة بأسرها على أن تكون أيضا حاملة للفكر الإسلامي الصحيح المعتدل المتسم بقبول الآخر ابتداء والتعايش مع الآخرين وفق الإسلامية التي أرساها الإسلام من فجر أيامه وسنواته الأولى .

ولما كان هذا الفكر وبهذه الصفات ممكن وقائم ومتوفر لدينا كما يؤيده ويتبناه العديد من علماء الأمة وقياداتها الفكرية وأصبحت الكتب والمكتبات مليئة ذاخرة بفكرهم .

كما أن الجهة التي يمكن أن تجمع الحسنيين وتلملم أطراف النزاع أيضا لدينا وقائمة ومتوفرة ..

وأن الدول والجهات الرسمية بالنظم القائمة حاليا ومنذ سنين تتعامل وتعترف بهذا التوجه منذ سنوات وهي تتسم بالوسطية والاعتدال والقبول كما قلت لدى الكافة لقيامها على أسس إسلامية كاملة بل أن ما لدينا من الجهات ما هو جزء من عملها الحد من الصراعات وإنهاء المشاكل والخلافات وتوحيد كلمة الفرقاء على كلمة سواء من واجبها الرسمي فضلا عن الديني والأخلاقي ..

فإن في تفويض وتمكين مثل هذه الجهات وتسهيل أمر العمل معها ومن خلالها في تحقيق العدل والسلم المنشود والأهداف التي يسعى إليها العالم ما يعني عن المزيد من  القتل والدمار واستخدام  الآلة العسكرية بكل قوتها وتشكيل الأحلاف العسكرية وإقامة الحروب والمعارك على الأرض وفي الأجواء وتكبد الخسائر البشرية والمادية وفي الأرواح والممتلكات وأنه في حال وجود القناعة بأهمية وضرورة ذلك والحاجة الملحة القائمة إليه فإننا على أتم  الاستعداد للتعاون  وعرض ما لدينا بكل التفاصيل على أن يكون ذلك في أجواء سلمية أو هدنة لما يجري على الساحة الأن وتوقف من كافة الأطراف المتصارعة ..

ولا شك أن هذا سيحتاج إلى ضغط محدد على أنظمة قائمة ومشاركة فيما يدور .

أو أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن لكنه من غير الممكن أو المتصور أن يتم فعلا والآلة العسكرية لا تتوقف والدمار والقتل والدماء مستمرة لا تتوقف .

فإن كان لكم دورا أو رغبة في إيقاف هذا السيل من الدم والخراب المستمر فإننا نعرض ما لدينا ولا نفرضه ..

وإلا فإن الساحة مرشحة لمزيد من المواجهات وانتشاء الوباء والتطرف والرد على العنف بالعنف ..

    ولن يقف هذا السيل مهما دام الأمر بهذا الاتجاه ..

                          

 

                                       

                       

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى