

مبارك مزيد المعوشرجي – الراي:
نعم لدينا فساد لا تستطيع حمله أكبر وسائل النقل الحديثة، وإخفاقات متراكمة لحكومات متتالية دون إنجاز يذكر، وصراع بين أقطاب في أسرة الحكم يكاد يدمر البلد دون أن يجد أحداً ليوقفه.
وقد كانت لدينا معارضة قديمة كبرت وشاخت ولكنها لا تزال تهمس بصوت واهن إن سبب الفساد تحالف السلطة والرجعية، ولم تصلح على مر عشرات السنين الطويلة أي أمر أو تقدم حلاً لمشكلة، بل إنها تفرقت إلى أحزاب متناحرة.
واليوم ومنذ أكثر من خمس وثلاثين سنة ومعارضتنا الحديثة تردد دون ملل إن العلة في ما تواجهه الكويت من فساد هو تزاوج بين شيوخ وسراق المال العام، ولم تكشف لنا من هم سراق المال العام أو تواجههم وتسلمهم للقضاء الكويتي العادل، بل إنها شككت في القضاء ذاته، ونسيت دورها الكبير في تفشي الفساد بالتدخل في اختصاصات الحكومة وابتزازها لتعيين من لا يستحق في مناصب ليس أهلاً لها، ومن هنا بدأ الخراب.
ومساء الثلاثاء الماضي أطل علينا «ضمير الأمة» من على منبر ساحة الإرادة، وهو من نحبه ونشفق عليه، حاملاً كفنه بيديه، متكئاً على رفيق دربه الشعبي، فهدد وتوعد وأظهر أوراقاً وكشوفاً بمبالغ فلكية وتواريخ متباعدة وأسماء جهات مالية داخلية وخارجية، ووعدنا بنصر على الفساد والمفسدين، ودعانا للعودة إلى ساحة الإرادة للاحتفال بنصر محتوم، ولكن «ضميرنا» نسي أن يذكر لنا أسماء المفسدين، ولا موعد ساعة الصفر للمعركة، أو ساحتها فـ «عوّر» قلوبنا، وضاعف حيرتنا، وشمّت بنا وبه خصومه.
رمضان على الأبواب وصيفنا لا يحتاج إلى تسخين فهل يتوقف «دون كيشوت» عن حرب الطواحين الهوائية بسيف خشبي دون الانتصار؟ أم يهدأ البلد احتراماً لهذا الشهر الفضيل؟