
ظهر الجمعة أتاني السّميّ حفيدي مبارك ابن السنوات الخمس مرتدياً الزي الشعبي الكويتي كاملاً يرافقني لصلاة الجمعة، فقد عوّده والده المسافر على ذلك، فزهوت به وفرحت، لأن الدين غرس في قلبه، وعندما عدت إلى المنزل استقبلتني حفيدتي ميّار ذات السنوات الثلاث، وقد تزينت بُحلل العيد الوطني، ووضعت يدها اليمنى على صدرها قائلة: أنا كويتية، ثم أشارت بإصبعها إلى مكان القلب، وقالت: وقلبي كويتي، ثم التفت راقصة وهي تقول: وأحب الكويت، وكانت هذه هي البشرى الثانية.أما البشرى الثالثة والكبيرة فهي أن الكويت في قلوبٍ وعقول تحبها وتخلص لها، دون رياء، أو مقابل، رأيتها في تلك المقابلة التلفزيونية المطولة مع الأستاذة الدكتورة معصومة المبارك، أستاذة السياسة علماً وتجربة.تحدثت أم محمد عن الحكومة الكويتية رئيساً ووزراء، وقيّمت مجلس الأمة رئيساً وأعضاء، فبينت الأخطاء والقصور وعلقت على مشاريع القوانين ونتائج لجان التحقيق، ونوعيات استجوابات المجلس الحالي.وبنظري أنها قالت الحقيقة دون تحامل أو تسفيه أو إساءة لأحد، وأعطت أحكاماً عادلة في كل ما قالت، فقد كانت تسعى للنصح والتحذير، خوفاً من الفشل.وتساءلتُ: أين حكومتنا الغارقة في المشاكل، من استغلال هذه النوعية من الكفاءات صاحبة المؤهل والخبرة، في المجالس التخصصية الكثيرة؟ والتي يبدو أنها أصبحت مكافأة للظواهر الصوتية التي تمدح وتصفق لمن يدفع لها، وقد تتخلى عنه لمن زادها في الأجر.نعم أخفقت- لسوء حظنا- الدكتورة معصومة المبارك في انتخابات المجلس الأخيرة، لأن خياراتنا كانت طائفية لا وطنية، واعتذرت عن دخول الحكومة إلا بشروطها، ولكن هذا لا يعني أن نستغني عمن كان في مكانتها وتجربتها وخبرتها.شكراً لمبارك وميّار، والشكر الكبير للدكتورة معصومة المبارك، فقد أضاؤوا شموع الأمل في قلبي الذي كاد يمتلئ يأساً مما وصلنا إليه من جمود، وفقر في الإنجاز، وإسراف في الخلاف، حتى خُفت على بلدي بأن يصاب بما يدور في دول الجوار.