نساء رائدات ” 6 ”

بفضل الله – تعالى – نتابع مع قرائنا الكرام الحلقة السادسة من سلسلتنا الأسبوعية ” نساء رائدات ”وموعدنا اليوم مع السيدة زينب بنت جحش – رضي الله عنها – هي ابنة عمة الرسول، اختار النبي مولاه زيد بن حارثة زوجًا لها، فقالت: أنا لا أرضاه لنفسي وأنا أيِّم قريش. فقال لها: “أنا رضيتُه لك” ونزل قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) فنَفَّذَتْ زينب أمر الرسول ، وتزوجت زيدًا، وكان صداقها عشرة دنانير، وستين درهمًا، وخمارًا، ودرعًا، وخمسين مُدّا، وعشرة أمداد من تمر , عاشت عنده ما يقرب من سنة أو يزيد، ثم حدث خلافٌ بينهما، فذهب زيد إلى الرسول يشكو زوجته، ويستأذنه في تطليقها، فنصحه أن يصبر، وقال له: “أمسك عليك زوجكَ واتقِ الله” ولكنه لم يستطع أن يستكمل معها حياته فطلقها.
ثم نزل أمر الله تعالى على رسوله بالزواج منها، قال تعالى:(فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) وذلك لإبطال عادة التبني التي سنَّها الجاهليون وبعد انتهاء عدتها من زيد، أرسله النبي إليها يخطبها إلى نفسه، وتلا عليها الآيات، ففرحت فرحًا شديدًا، وسجدتْ لله شكرًا، ونذرت صوم شهرين لله.
كانت السيدة زينب تفخر على أزواج النبي ، فتقول: “زوَّجكُنَّ أهليكُنَّ، وزوَّجنى الله من فوق سبع سماوات” , عاشت -رضى الله عنها- مع النبي حياة كلها حب وإيمان، وكانت تتصف برقة القلب والعطف على المساكين وكانت تجيد دبغ الجلود وخرزها، فتعمل وتنفق ما تكسبه على المساكين.
كان الرسول يقول لزوجاته : “أسرعكُنَّ لحاقًا بى أطولكُنَّ يدًا وكان يقصد بطول اليد: الصدقة” وكانت السيدة زينب -رضى الله عنها- أول من ماتت من أمهات المؤمنين بعد الرسول ، وكان ذلك في سنة 20هـ.
في الجمعة المقبلة موعدنا مع زوجة كريمة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن , وحتى هذا الموعد نستودعكم عناية الرحمن.