

يوسف أحمد المنديل – الوطن:
عندما كنت طالباً في الثانوية في (الكويت) أخذتني حماسة الشباب وكنت إذا رأيت أحد اخواننا من الحضر استهزأت به، ونظرت اليه نظرة دونية فلا تلوموني فهذا إعلامنا في الكويت هو من علمني العنصرية وحب الذات فقد أدخل في قلبي الحقد والكراهية بيني وبين جاري (الحضري) وأصبحت المشاحنات هي شعارنا صباحاً ومساء حتى تخرجت من الثانوية وحصلت على نسبه تؤهلني لإكمال دراستي في الخارج وسجلت في نظام البعثات في التعليم العالي وتم قبولي في أمريكا وبحمدالله تيسرت جميع أمور السفر الى بلاد الحرية أمريكا وكان في انتظاري أصدقائي ورتبت أموري عند وصولي حتى استقررت في السكن وفي المعهد لاكتساب اللغة الانجليزية لاكمال دراستي.
وعندما وصلت أمريكا وجدت الطلبة الكويتيين القدامى يفرحون بمساعدتي كوني طالباً مستجداً وأجد الاتصال والاهتمام والزيارة لنا في شقتنا لتجاوز أي عقبة تواجهني أنا وزملائي الطلبة الجدد في أمريكا هذا هو الشعب الكويتي في الخارج في أمريكا ووجدت (الشباب الكويتي) في حالة طوارئ قصوى لمساعدتنا منهم (ناصر شبيب المطيري ومحمد العايد ويوسف الشراح وزملاؤه الطلبة في النادي الكويتي في مدينة تمبي في ولاية أريزونا).
وبصفتي طالباً وما زلت أدرس اكتشفت ان الاعلام الكويتي داخل بلدي وعلى ارضنا غير كويت الخارج في امريكا الذي لم أجد فيه اعلاماً يفرق بيني وبين أخي (الحضري) بل وجدت في الخارج المحبة واجتماعنا في أحد أيام الاسبوع بين الطلبة الكويتيين في مكان واحد ونجلس الساعات الطوال وتعرفنا على بعض واجتمعت القلوب ونودع بعضنا وكلنا لهفة للالتقاء مجدداً وأستطيع ان أقول لوالدي ولكل ولي أمر ابنه يدرس في أمريكا لا تقلق لقد وجدنا القلوب مجتمعة.
أما في بلدي فان الحديث مازال عن أنت كويتي أصيل أو غير أصيل متجنس او غير متجنس أو مزدوج داخل السور أو خارجه هذه أحاديث إعلام بلدي حتى انتقلت العدوى (للملتحين) في التعامل بالعنصرية وبسبب إعلامنا المبجّل عندما كنت طالباً في الكويت جعلني أمتلئ غيظا وحقداً ونفسي كارهة على ابناء بلدي قال هتلر :«أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعي».
أرجوكم يا حكومة ويا إعلامنا اتركوا المشاحنات واتركوا كل ما يثير الفتنة بين شعبنا وكونوا يداً متماسكة فقد انحرفت الجادة لتوجيه الضربات القاتلة لشعبي والخطر على الحدود يهددنا، هذه الكلمات السابقة هي رسالة من طالب كويتي مستجد يدرس في أمريكا لخص ما رآه وأرسلها لي ليقرأها أبناء وطنه.
خاتمة:
أثناء تجوالك في شارع الشانزليزيه تجد صورا للمحاربين الفرنسيين القدامى وحروبهم للنضال عن بلدهم منهم الذي يركب دبابة، والآخر مقطوعة رجله وهو ممسك بسلاحه، وصورة أخرى للجيش الفرنسي وهو منهمك في القتال في ساحة الحرب، ومن الجانب الآخر مبنى (قوس النصر) في ميدان – شارل ديغول – تحمل جدرانه الداخلية 660 اسماً من أسماء قادته العسكريين، و96 من أسماء انتصاراته، هكذا هم يعلمون الجيل الحالي من ابنائهم لبث روح الحماسة والعزة في الشعب الفرنسي وبيان أن تاريخهم عريق وأن أجدادهم قاتلوا صفاً واحداً من أجل كرامة الابناء، وتعليمهم ان تاريخهم لا تستطيع أي حكومة أو أي شخص طمسه هذه سياسة فرنسا وقس على هذا الامر الدول الاوروبية الأخرى كفعلهم حتى اذا دخلوا الحرب دخلوها عن شخص واحد.