آراءمحلي

الشيباني:أعطني خدمة وخذ رسماً..!

محمد بن إبراهيم الشيباني:

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني

في الدول المتقدمة أو الضرائبية غير العربية (باستثناء الأردن) إذا أخذت أو استقطعت منك رسماً أو مبلغاً من المال، فهذا يعني أنها قد أعطتك خدمة في مناحي الحياة من دون تحديد. فأنت إن لم تر تلك الخدمة التي أُخذت من أجلها أموالك تستطع أن تعترض أو أن ترفع دعوة قضائية على الدولة جراء عدم إنجازها للخدمة أو تأخّرها فيها.الدول هناك، كما تحاسب المواطن، فالمواطن يحاسبها، والاثنان يُشكران في ذلك. أي الحكومة تشكر المواطن على أدائه حق الدولة، والمواطن يشكرها على الخدمة، لكنه يشكوها قضائياً إن هي أخلّت بعهودها ولم توفّها.
ولكن عندنا لو فُرضت أو أُقرت الضريبة فمن يحاسب مَن؟!.. الحكومة التائهة في بحر الصرف والهدر لــ«زوير وعوير»، ولا تعرف للتخطيط سبيلاً، ولا عندها حساب لطوارق الليل والنهار! وإن عوّلنا على المواطن فهو من تربية «ماما» الحكومة، ففرض الضريبة حتى لو قلنا على الشركات ومَن في بحرها، يحتاج إلى ثقافة وتهيئة المجتمع بكامل طبقاته وأنواع البشر الذين يدبّون على أرضه.
ومن هم الذين سيَجْبُون الضرائب؟ ومن أي البشر سيختارون؟ أم سيجلبونهم من كواكب أخرى لم نرهم من قبل، ولا عايشوا البشر بحيلهم وخداعهم وكذبهم؟!
هل الجُباة سيكونون مثل ذاك الرجل في العهد النبوي، الذي قال: هذا لكم (بيت المال)، وهذا لي؟! في وقتها كما قيل ستتزيّف السجايا وتتلاشى المكرمات!
وكيف ستكون البداية؟.. من القصور والصروح والأواوين، كما قيل؟! أم من الأكواخ والخصاص والزرائب (نسبة إلى ذوي الدخل المحدود ومتدني الرواتب والأجور)؟!
«رحم الله امرأً عرف قدر نفسه».. لا نريد تلوين الحقيقة الناصعة بسواد الباطل الملوث. طلبت هيئة الفساد من مجموعة من الكبراء والشركات والوزراء لتبرئة ذممهم المالية، فأبطلوا قانونيتها ثم أحالوها إلى مجلس الأمة، حيث أبطلوا مرسومها الأول بمرسوم جديد، وتم ذلك بالفعل لكن لم نسمع لها خبراً بعد ذلك!
دائما نصرّح، ونقرر، ونشكّل لجاناً لموضوع ما، ثم بعد ذلك يذهب جميع ما صرّحنا به أو قررناه وشكلنا اللجان له، يذهب هباءً مع الريح يختفي أو في الأدراج أو مجرد كلام لا قيمة له، وهو أكبر من حجمنا بعد أن تطير الطيور بأرزاقها.. أي يأخذ كلٌّ نصيبه من المقسوم.
«إذا لم تستح. فاصنع ما شئت»، مقولة نبوية عظيمة ما زالت تدوّي في كل العصور والأمصار التي مرت بها، يستحقها كثيرون عندنا لا يستحيون من الأخذ، وفي وضح النهار، وعلى مرأى من أعين الناس! والله المستعان.

• المطر والشوارع:
«أمطار الخير هذه السنة كثيرة، وشتاؤنا مختلف، والناس مسرورن سعيدون به، ولكن يكدرهم حفر الطرقات والشوارع بعد الأمطار، لأنها قد أعطبت مركباتهم، لا سيما الحصى المتطاير! إلى متى لا يُحاكم المفسد في وزارة الأشغال أو الشركة المنفّذة لذلك المشروع وتُكسر رقبته بالغرامات؟! فقد آذانا وكدّر علينا سعادتنا بشتائنا الجميل! 
حكماء-1-300x52-300x52-1-300x52-1-300x52

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى