دولي

النازحون السوريون جنوب لبنان.. النزوح أو الاعتقال

حماك||

قال موقع الاندبندنت، إن آلاف النازحين السوريين غادروا منطقة جنوب نهر الليطاني (جنوب لبنان) مع من نزح من أهالي القرى الحدودية، في ظل تغييب تام لهؤلاء عن خطة الطوارئ الحكومية، وعدم اكتراث المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

مشيرا إلى بقاء النسبة الكبرى من اللاجئين السوريين في مناطق سكنهم على رغم حدة الاشتباكات والأخطار التي يواجهها سكان المناطق الحدودية.

ولفت تقرير الموقع نقلا عن مصادر ميدانية، أن مئات العمال السوريين منعوا من دخول البساتين الزراعية حيث كانوا يعملون من قبل الحزب، في حين أن عدداً منهم تم اقتياده للتحقيق واتهامه بالتواصل مع إسرائيل وتسببه بكشف خلايا الحزب أو المجموعات الفلسطينية التي تنشط قرب الحدود الإسرائيلية.

ووفق المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد السوريين المسجلين لديها في الأقضية الحدودية يبلغ نحو 40 ألفاً، ليكون مجموع عددهم في محافظة الجنوب 60 ألفاً مسجلين لدى المفوضية.

نزوح سوري

ووفق المعلومات، فإنه على رغم صمود أكثرية اللاجئين السوريين في قرى الجنوب، فإن نحو ألف من المقيمين في بلدة “عيتا الشعب”، التي تعد أكبر مركز لوجودهم في القطاعين الغربي والأوسط، قد نزحوا، ولحق بهم 700 من بلدة ميس الجبل، فيما توزعت 100 أسرة سورية كانت في يارين على صور والعاقبية وبيروت، ونزحت 40 أسرة من مارون الراس، وكذلك الأسر الـ13 التي كانت مقيمة في طيرحرفا إلى بيوت أقارب لها أو إلى مخيمات في البقاع.

بالمثل، تركت الأسر الخمسة في بلدة الضهيرة إلى صديقين (قضاء صور) وإقليم الخروب (جبل لبنان)، وفرغت قرى بليدا ورب 30 ومروحين من السوريين، فيما وثق بقاء أربع أسر سورية من أصل 70 كانت تقيم في عيترون.

واستقبلت القرى الخلفية الأقل خطراً عدداً من اللاجئين السوريين الذين انتقلوا إلى بيوت يسكنها سوريون أو وجدوا عملاً لدى لبنانيين، كما في بلدة جبال البطم (جنوب)، حيث أسهموا في إنقاذ موسم التبغ خوفاً من تطور الأحداث. وقصد بعض آخر بلدة صديقين حيث الوجود السوري كبير (نحو 400 أسرة). وفي زبقين التي طاولتها الغارات الإسرائيلية، وهي في العمق الجنوبي، نزح نصف العائلات السورية المقدرة بنحو 40 عائلة في البلدة.

سببان رئيسان

الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين أشار إلى أن العدد الإجمالي للنازحين اللبنانيين من جنوب لبنان تجاوز 45 ألف مواطن بسبب الأحداث الأمنية عند الحدود، موضحاً أن النازحين السوريين باتوا يتوزعون على عشرات المناطق، منها صور وصيدا والضاحية الجنوبية لبيروت، وإقليم الخروب وصوفر وبحمدون وجبيل (جبل لبنان). وقال “في الجنوب غادر أهل الجنوب وبقي النازحون ولم يخافوا”، مشيراً إلى أن هناك قرى جنوبية باتت خالية من أهلها ولم يبق فيها إلا السوريون. وأضاف أنه على رغم نزوح غالبية اللبنانيين من القرى الحدودية، فإن معظم النازحين السوريين ما زالوا موجودين في هذه المناطق وهذا الأمر يعود لسببين: الأول أنهم لا يملكون مأوى آخر يلجأون إليه سوى سوريا، من ثم هم لن يعودوا إلى وطنهم، والأهم من ذلك أن معظم النازحين السوريين يعمل في القطاع الزراعي. ولفت إلى أن أحد أسباب عدم مغادرة النازحين السوريين في بعض قرى الجنوب، أيضاً، هو أن مناطق الاشتباكات والقصف لا تزال نسبياً في أماكن بعيدة عنهم، مما دفعهم إلى البقاء في نقاط وجودهم، فكل القرى الحدودية تضم نحو 12 ألف نازح سوري.

شحن وعنصرية

برأي رئيس منظمة “لايف” (المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان) المحامي نبيل حلبي، فإن للمخاطر درجات، وهذا الميزان يدفع عديداً من اللاجئين السوريين لعدم إخلاء المناطق التي قطنوها في جنوب لبنان والعودة إلى سوريا حيث ينتظرهم هناك الاعتقال والقتل المحقق، مضيفاً أن الأمر مختلف لدى المهاجر الاقتصادي الذي غادر سوريا أخيراً، وسكن في تلك البلدات الجنوبية، حيث “يرى متسعاً أكبر لجني ثمرة صموده وتقاسمها مع من بقي من اللبنانيين من دون أي توتر ومزاحمة كما كان يحصل في بعض الحالات سابقاً، في ظل الأزمة الاقتصادية وشح الموارد المحلية الموجودة”.

وقال “البعض في لبنان، للأسف، ما زال يستغل أي طارئ لينفخ في بوق العنصرية وشحن الرأي العام ضد الوجود السوري في لبنان، لغايات باتت معروفة، بدلاً من مطالبة أجهزة الدولة ومؤسساتها بتنظيم هذا الملف وفق القوانين المحلية والقانون الدولي للاجئين.” وأكد حلبي أن تنظيم هذا الملف مدخله الأساس يبدأ من تصنيف الوجود السوري بين من هو لاجئ خوفاً على حياته وحياة أسرته وهارب من اضطهاد، وبين من هو مهاجر اقتصادي، ليبني على كل حالة الوضع القانوني المناسب، إذ توجب القوانين الدولية حماية الأول، كما توجب الحالة الثانية تطبيق قانون العمل المحلي وشروط مكتب الاستخدام.

ارتفاع الأجور

من ناحيته رأى المحلل الاقتصادي منير يونس أن أجور العمالة السورية في الجنوب ارتفعت في المرحلة الأولى أكثر من 100 في المئة، وهي لا تزال ترتفع، وهذا يعد من الأسباب الرئيسة لبقاء النازحين السوريين في قرى الجنوب مستفيدين مالياً من الوضع الراهن، وتحديداً من موسم قطف الزيتون وغيره. ولفت إلى أن هناك حديثاً عن أن معظم السوريين قد يسببون مشكلات بينهم وبين عديد من سكان المناطق الجنوبية، وهناك اتهامات تلاحق بعضهم لجهة التعامل مع إسرائيل، وهذه كلها أحاديث لم يؤكدها أي طرف، لكن الأكيد أن بقاءهم في المناطق الجنوبية هو أولاً للاستفادة مادياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى