آراءمحلي

الرشيدي: الحب والسياسة

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي

ذعار الرشيدي:

توطئة: لا أحبك.. ولكن هذا لا يعني أنني أكرهك.. أنا فقط لا أحبك.

***

في مشهدنا السياسي حالة غريبة من التعاطي، حاولت في مقالتي «مقامات العشق السياسي» أن أوضحها عمليا، وهي أن الجمهور منقسم بين مع وضد وبشكل متعصب، وبشكل لا علاقة له «بأم العقلانية»، وكأن الشعار الذي يحمله الطرفان «إن لم تكن معي فأنت عدوي و… تستحق الحرق».

***

العمل السياسي لا يخضع لقواعد الحب والكراهية بل لقواعد المصلحة، هكذا كانت السياسة وهكذا يجب أن تكون، نعم، ولا شك نطلب ونريد من يتمسك بمبادئه حتى النهاية كما كان غاندي مثلا، ولكن ما لا يفهمه الساسة لدينا أن غاندي كان حالة استثنائية على مستوى العالم وليس قاعدة عامة، مثله مثل نيلسون مانديلا وتشي غيفارا فهؤلاء حالات استثنائية وليسوا أصل القاعدة السياسية التي تقول إن المبادئ متغيرة وان المتغيرات اكثر من الثوابت.

***

المتغيرات الآن تفرض على المعارضة «المقاطعة» أن تبدل نهجها تماما وتبدأ بالعمل وفق الأطر الدستورية والقانونية وأن تعود إلى ممارسة العمل السياسي من أبوابه الشرعية، بالعربي أن تخوض غمار العمل السياسي وتشارك في الانتخابات القادمة، ولتدخل من تلك الأبواب عليها أولا أن تنزع رداء الشخصانية، وهو الرداء الذي أضر بالمعارضة بشكل كبير، ثانيا عليها ان تغير خطابها وتعود الى ارض الواقع، وهو ما نشهد ملامحه اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى