شوارح حماك:
عندما يتألم الحلم في مهده ، عندما يغيب شعاع الفجر في لحظة التشوق له، عندما تنادي الأصوات البليدة والنفوس السقيمة داعية إلى التخلي عن الروح والزهد في المستقبل، والانكفاء على الذات والانشغال بالتفاهات وتسليم الأحلام، عندها يكون اليأس هو الخيانة الكاملة.
عندما تتوق القلوب إلى حياة سامية راقية تتنفس صدقًا وتنبض كرامة وعزة، وتسير في هذه الدنيا واثقة نحو غايات الرفعة والإنجاز والهمة، يكون السلاح الوحيد الذي يمكن أن يستعمل في مواجهتها هو سلاح التخذيل والتيئيس واستنزاف الأيام حتى تفتر الحماسة وتنعدم الرؤية وتتوه البوصلة.
لم تكن الأحلام الوردية التي ملأت القلوب والأماني الحقيقية التي رنت إليها العقول إلا تعبيرًا عن واقع امتزجت فيه الأرواح وعاشته واقعًا حيًا في وجدانها، والآن بعد أن حل الليل وهبط الظلام لم يعد من حادي يحدو تلك الأرواح إلا الأمل والمزيد من الأمل والثقة في الأمل حتى النهاية.
