
بقلم د انجي فراج

يخبرنا القران الكريم ان الانسان قد ميز عن غيره من الكائنات بجوهر غيبي (الروح) نسبه الله عز وجل لنفسه فصرنا به خلقا آخر ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون ( 28 ) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ( 29 ) فسجد الملائكة كلهم أجمعون)
ان قبول الروح كجوهر غيبي مسؤول عن تميز الانسان وممارساته لنشاطاته العقلية يتماهى مع تطلعات الانسان وشوقه للغيبيات العليا ويتماهى كذلك مع قدراته للادراك الفوق حسي .
يتكون ذكاء الانسان من ثلاثة انواع من الذكاء :- اولا الذكاء المادي المنطقي المرتبط بنسبة الذكاء العقلي التي تختلف من شخص لاخر وهي فطرية المنشأ .
ثانيا الذكاء الاجتماعي الوجداني الذي يرتبط بقدرة الانسان على التكيف الاجتماعي وقدراته الوجدانية والضبط الانفعالي .
ثالثا الذكاء الروحي الذي يحتل القمة والصدارة والموجه الاساسي لكلا من الذكاء المنطقي والذكاء الاجتماعي .
الذكاء الروحي يساعد الانسان على التسامي والتحليق خارج واقعه مهما كانت مشاكله فكلما ازداد ذكاء الفرد الروحي زادت معه نسبة تكيفه وتفوقه .
ويشمل الذكاء الروحي مجموعة من المهارات :- 1-القدرة على التفوق والانجاز اجعل لحياتك خطة طويلة المدى واخرى قصيرة المدى متى تحققت القصيرة انتقل لخطة اخرى حتى تحقق هدفك الاسمى الذي يحتاج عددا من السنوات الطويلة .
2- القدرة على الدخول في حالات عميقة من التفكير والتامل والخشوع تلعب الصلاة دورا هاما في الارتقاء بتلك القدرة .
3-القدرة على توظيف الامكانات الروحية والطاقات الروحية الايجابية في حل المشكلات الحياتية فالانسان يمتلك عددا من المفاتيح الروحية تتمثل في العبادات المختلفة التي تفتح المجال الروحي للارتقاء بعيدا عن احداث الواقع الاليمة فالصوم مثلا يحاكي تلك القدرة الروحية لان السيطرة على غريزة الطعام الاساسية لعددا من الساعات تعد وتمهد باقي الغرائز على الانطفاء التدريجي دون الحاجة لاشباعها لان الطاقة تذهب حيث يذهب التركيز ومتى انشغل التركيز بذكر الله عز وجل وطاعته انشغل باقي الجسد في روحانيته.
4-القدرة على ادرارة العلاقات اليومية وتقدير الاخرين مهما اختلفت معهم لعل في تلاقي الاهل والاصدقاء على مائدة الافطار خلال الشهر الفضيل سبيلا طيبا لتوطيد تلك العلاقات المليئة بالود والمصالحة والمصافحة والمسامحة .
5-القدرة على المشاركة في السلوك العفيف الفاضل الملفت للانتباه والذي نفتقده من عطاء وتسامح وامتنان وتواضع خير مثال ما نجده من اعمال خيرية تكتسح هذا الشهر في ثوب الاعلان عنها في كل منبر وانت صاحب الاختيار فبحث عن الاخيار ستجدهم حيثما كنت .
كيفية تنمية الذكاء الروحي لرفع قدرات الفرد على التسامي :-
- الوعي الذاتي
عليك ان تتعرف على ذاتك بشكل اكبر وما تحمله من معتقدات وقيم ودوافع .
* التلقائية
ان تجيد قدرتك السريعه على الاستجابة الايجابية للمواقف التي تتعرض لها مهما كانت مثيرات سلبية
- القيمة
ان تكون صاحب رؤية وقيمة ورسالة داخلك
- الشمولية
عليك التركيز على الكليات في حياتك والابتعاد عن صغائر الامور التي لن يفيدك ابدا التوقف امامها
- الشفقة
اين احساسك بالأخر وأين تعاطفك معه ومع مصابه او مشاركتك سعادته مهما اختلفت معه فالاختلاف لا يفسد للود قضية .
- تقديس الاختلاف
تذكر ان الاختلاف من سنن الحياة فلم ولن نكون نسخ فقد خلقنا ذكر وانثى فان كنت تستطع ان تستنسخ من نفسك ابنا لفعلت ولكن مشيئة الله عز وجل اكبر واحكم ان نكون امم مختلفة حتى داخل بيوتنا .
- استقلال المجال
لا تكن منساقا لأحد ولكن كن ذاتك المتفردة فأنت ان عدت لحقيقة من انت لعلمت ان الروح اسمى من ان تلوثها بخلافات الواقع .
- التواضع
احساسك بان لك مكان دوما ينتظرك ولن يخزلك ابدا الانتظار لانك اجتهدت لان تصل له وان تتواضع دوما بان ما تملكه مهما عظم لا يذكر امام عظمة الله عز وجل .
- وجه سؤال لنفسك دوما (لماذا)
تعلم ان تبحث وتتعمق وتفهم الاشياء وتبحث في غموضها لعلك تجد ضالتك فتزداد قربا من الله عز وجل .
- القدرة على اعادة التشكيل
لا تنظر ابدا لمشاكل حياتك على انها قائمة بذاتها ولكنها جزء من كل انت مسؤل عنها فما انت فيه اليوم من معاناه كان لاختياراتك السابقة سبقا في حسم النتائج ومنها عليك باعادة حساباتك اولا باول وكن صاحب ضمير حي ينبض يتوهج بالاستغفار .
- الاستخدام الموجب للمحن
من منا بلا محن بلا هم بلا حزن بلا الم بلا ضالة فنحن جميعا اشباه اصحاء فالكمال لله عز وجل وحده ولكن هذا لا يتعارض مع المحاولة والاستمرار على تخطي تلك المحن اولا باول وتجاوز كل التحديات املا في غد افضل والدعاء مفتاح الفرج لكل هم وغم .
- الاحساس بنداء الاخرين
هناك افواه جائعة واعين باكية وقلوب مجروحة واجساد بالية——— فلا تكن ذاتك منفردا وكن ذاتك مجتمعا فلعل في احتضان من حولك بداية لشفاء روحك وتساميها وتحليقها عاليا في هذا الشهر الفضيل ، الله عز وجل نسأل صالح الاعمال للجميع .
* فى نهاية مقالي لابد من توجيه كلمة شكر لصحيفة حماك الالكترونية التي احتضنت مقالاتي وشرفتني بوجود اسمي ضمن أصحاب أكثر 5 مقالات من حيث عدد المشاهدات وأرحب بتعليقات القراء الأفاضل.
د انجي فراج