آراءدوليصورة و خبر

انجوانا تكتب : بين  الحب والحرب

 خاص – حماك بقلم د . انجي فراج

FlashAnnotate-1-146094969
د . انجي فراج

حينما قال تعالى ” لقد خلقنا الإنسان في كبد ” – سورة البلد –  كان ذلك يشير إلى النصب والتعب والمعاناة في الحياة ، ومن ذلك نستقي أن  الوجود في حد ذاته  قاصي على اغلب البشر ولكن قساوة البشر انفسهم على بعضهم البعض وعلى مشاعرهم أسوأ بكثير حتى أن الوجود بكامله يعجز عن التعبير عن هذه القساوة في اغلب موجوداته ، فحتى قطعان الحيوانات والطيور المختلفة لم تجسد هذه القساوة البشعة بين جموع افرادها وفي تعاطيها لفكرة البقاء .  الحيوان يتسامح ويعفو رغم ان قدراته العقلية في مرحلة متدنية مقارنه بالانسان الذي تميز بالعديد من ادوات وآليات التكيف العقلي الظاهر منها والباطن ولكن غريزة البقاء لدى الانسان اقوى من اي تسامح او عفو .

ونجد هذا التصارع يتجسد في ابسط صور العلاقات الانسانية الأساسية بين الرجل والمراة فيعجز اللسان عن وصف الم الكثير الذي تحتضنه ثنايا القلب لسنوات حتى تنقلب تلك السنوات لحروب وصراعات في قاعات المحاكم ليس صراعا من اجل الابقاء على الحب ولكن صراعا من اجل وأد هذا الحب بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة .

فدعونا نلقي الضوء على مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل من وجهة نظر الحب بين الجنسين .

الماضي بالنسبة للرجل كل ما مضى وانتهى من حياته صفحات استطاع بمنتهى الكفاءة ان يغلقها ويفتح صفحات جديدة

الماضي بالنسة للمراة كل الذكريات الدفينة في اعماقها التي لم تصرح بها ولم تستطع ان تكافح من اجل نجاحها فهي وفية لأبعد الحدور .

الحاضر بالنسبة للرجل هو آن المتعة  الحالي وما يحمله من متعة لحظية يستطيع ان يعيشها مع من معه الآن

الحاضر بالنسبة للمرأة هو الاستقرار الذي يتجسد في اليوم ويؤدي للغد .

المستقبل بالنسبة للرجل هو النجاح الوظيفي المال السلطة والتي يرى انها ستنعكس بالايجاب على بيته واسرته .

المستقبل بالنسبة للمراة هو الاسرة هو الحب في ابسط صوره فهي ان رات الشيب في شعرها يوما تنتظر من شريك حياتها ان يحيك هذا الشيب بالسواد ولا ينظر له الا على انه رمز للعشرة والتضحية من اجله  .

 عندما يبدى الرجل عناية بمشاعر المرأة واهتماما من القلب فهي تشعر بانها محبوبة وعندما تشعر بالرعاية تدريجيبا ستبادله الثقة التي يريدها .

وعندما تكون المرأة اكثر انفتاحا وتقبلا للرجل يشعر انه موثوق فيه والثقة بالرجل تعنى الاعتقاد بانه يبذل اقصى جهده لارضاء شريكته واسرته .

 عندما ينصت الرجل لشريكته وهي تعبر عن مشاعرها بحرية فهو يطلق العنان لها حتى تبدع في الحب واشكاله وتتنوع في مشاعرها وترتقي بعواطفها .

 عندما تتقبل المرأة انشغال الرجل وطموحه وتطلعاته فذلك سيزيد من اشباع حاجته للتقبل فالانصات والاحترام وغض البصر عن الذلات وتوافه المشاكل تساعد الطرفين للانتقال لمرحلة جديدة اكثر نضجا وصلابة في علاقتهم .

 حقوق .. رغبات  … حاجات  ، كلها مفردات ذات اهمية خاصة عند المرأة فمشاعرها وافكارها  لها مكانة خاصة داخلها متى شعرت ان شريكها يبادلها نفس المشاعر والافكار ستجد ان حقها في الحب والعطاء قد تم تفعيله .

من الطبيعي ان تبادل المرأة زوجها الذي يحترمها ويقدرها نفس ردة الفعل من الاحترام والتقدير فقد اصبحت الحياة بينهم مفعلة بالحب والشوق المتجدد لان كل طرف ينتظر بشغب ردة فعل شريكه دوما في الامتنان لافكاره وافعاله لانجاح هذه الاسرة .

 

تزدهر المرأة وتزداد شبابا عندما تشعر انها مثيرة وجذابة وتنطفئ تلك  الزهرة  متى اهملت جاذبيتها ويلعب اخلاص الزوج لها لفظا وفعلا دورا رئيسيا في هذا التجدد فعندما تجد نفسها تحتل المرتبة الاولى في حياته  بسهولة كبيرة تبادله الاعجاب الذي يحتاجه فالرجل يريد ان يشعر بانه شخص مرغوب متفرد لديها بما يحمله من صفات مثل الفكاهة والقوة والاصرار والاستقامة والامانه والغرام واللطف والحب والتفهم — وغيرها من  الصفات .

 

المرأة لا تحب المجادلة وتفضل ان يتقبلها الرجل كما هي بكل ما تحمله من سلبيات قبل الايجابيات فهي تعلم جيدا ان سلبياتها ناتجة من تفانيها في الايجابيات فهي حتى تهتم باولادها وتميزهم دراسيا قد تهمل تميزها الفكري وحتى تهتم باناقة زوجها قد تهمل اناقة ذاتها  .

 

وفي المقابل يحتاج الرجل للاستحسان والاطراء عليه بلغة الحب فهو في اعماقه يريد ان يكون بطل وفارس مغوار وليس غريبا ان تسده قصص الخيال والتراث في صورة البطل المطلق الذي تتهافت وراءه الجميلات فهو يحب ان يشعر انه ملك متوج على الاقل داخل بيته خاصة ان طبيعة الحياة اليوم تستهلك طاقته في عمله  فلا يجد لحياة البطولة العاطفية مكانا فيبحث عن اشباعها داخل البيت وان لم يجد من مردود مرضى فقد يبحث عنها خارجا .

 عندما يظهر الرجل باستمرار انه يهتم ويتفهم ويحترم ويؤيد مشاعر شريكته ويخلص لها  سيكون تشجيع المرأة لهذا الرجل كبير فهو مصدر دعم وامن وآمان لها ولأسرتها .

 قد يتصادم الماضي مع الحاضر وقد يتضارب مع توقعات المستقبل بين الطرفين وقد تنجح التوقعات على المدى البعيد وغالبا يكون النجاح نسبي  ، يجب أن نعترف بذلك فالسلام الأسري أسمى من خلافات واختلافات الطرفين مهما كانت فالانسان الناضج يعلم جيدا كيف ينجح علاقته لان كل علاقة فيها من نكهة الحب ما هو  أقوى بكثير من نكهة الخلاف .

انجوانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى