آراء

انجوانا تكتب : تسلق الأشجار

بقلم د . انجي فراجانجوانا

كنت أسمع اسمي ولا أرى نفسي, كنت منشغلا بنفسي , لكني أبدا لم أكن مستحقا لها .

وحين كان وخرجت من نفسي ……. وجدت نفسي ( جلال الدين الرومي )

عندما أتأمل هذه الكلمات لجلال الدين الرومي  تدمع عيني وأتذكر صديقة غالية  رحلت منذ سنوات لم أتمكن من احتضانها والوفاء بما تعلمته منها الا من خلال أبيات وحروف وكلمات تنبض بالاحساس والوفاء .

فقد تعلمت منها خلاصة ما كانت تطلق عليه ( خبرة الحياة ) فقد كانت تتحدث وهي صامته فكل تعابير وتقاسيم وجهها وإيماءاتها كانت تتحدث  قبل أن تخرج الحروف من شفتاها  ، كانت قريبة من الله  – عز وجل – ظهرت في حياتي حتى تطمئن قلبي أن ما تحويه الحياة من معاني تستحق المجازفة والاستمرار وأن التعلم من الألم أعمق بكثير  ، وأن الحياة تسير في مجراها الذي يسره الله – تعالى –  لها شئت أم أبيت وأن محاربة الالم لاتجدي نفعا ،  ولكن محاربة النفس هو السر .

 كنت أراها وحيدة من منظورنا البشري فلا يوجد معها في بيتها الا خادمة بسيطة وزوج مقعد كانت ترعاه حتى النهاية وكانت في غاية السعادة والرضا وتجد في آيات وسور القرآن الكريم والذكر كل ما تحتاجه لتمضي الأيام  حتى تتحرر من هذا السجن الدنيوي وقد تحررت…….  

 نعم كانت تكبرني بسنوات كثيرة جدا ولكن ما وجدته في صداقتها ما وجدته حتى يومنا هذا .

نحن نحارب الغد بيومنا هذا ونحارب اليوم بماضينا  ،  وهكذا تدور الايام في حلقة مفرغة لا تنتهي ولكنها تعاد وتعاد وتعاد كما لو اننا لم نتعلم شيئا .

سامح واغفر لكل من ظلمك  — نعم لكل من ظلمك  ، صدقني فما تحارب من أجله لا يستحق أن تبيده بالكراهية واعلم أن طريق الظلام أيسر الطرق وأسرعها فهو يبدو لك منيراً طوال الوقت ويشع وهجا ولكنه الوهم الذي يفقدك مع الوقت إنسانيتك  .

تموت القلوب في بعدها وما تكل الانتظار

تموت العقول في جهلها وما تكل الاعتبار

تموت النساء في حبها وما تكل الانهيار

تموت الرجال في حسنها وما تكل الانتصار

وتموت وتحيا وتموت وتحيا في غابة مرتفعة الأشجار

لا يغنيك في الانتظار مشقة البعاد

ولا يغنيك في الاعتبار شفقة الجهال

ولا يغنيك في الانهيار محبة الأشرار

ولا يغنيك في الانتصار حسن الاخيار

فانت تحيا لتموت وتحيا في تسلق الأشجار والشجار .

انجوانا

انتظروني في المقال القادم ان شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى