آراءمحلي

الرشيدي: المعارضة وحزب الكنبة

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي

ذعار الرشيدي:

الذي يريد ان يفهم ما حصل ويحصل الآن عليه ان يعود بذاكراته 3 سنوات الى الوراء ويقوم برسم خط زمني تسلسلي للأحداث، ومعها سيفهم جزءا مهما من الحكاية، ولن اقول.. كل الحكاية.

****

واذا ما أردنا ان نبني تصورا واقعيا للمشهد السياسي علينا اولا ان نتخلى عن العاطفة والأهواء والتحزب ونرى الأمور من خلال نافذة المنطق، حتما ستبدو اكثر وضوحا وستجد أن هناك أخطاء لدى طرفي المعادلة، والمواطن وحده «اللي ما له شغل بشي» و«غير المنتمي» هو من كان يقف من المنتصف، وقبل نحو عامين اطلق على غير المنتمين ممن هم ليسوا من عشاق المعارضة ولا من جوقة الموالاة لقب «حزب الكنبة» كناية عن كونهم يقفون موقف المتفرج على الاحداث.

وللأمانة، حزب الكنبة هو الحزب السياسي الوحيد الذي لم يخسر في صراع الطرفين.

 ****

 الخطأ الذي حصل في البلد خلال الفترة الماضية وارتكبته المعارضة عن سابق تصور وتصميم هو انها خرجت في حراكها السياسي من القنوات الدستورية والقانونية، ما افقدها الكثير من المؤيدين في فترة قياسية، فالصراع السياسي في الكويت ومنذ السبعينيات وهو مؤطر في القنوات الدستورية والقانونية، وكان صراعا – سواء اختلفت او اتفقت مع أطرافه – صراعا حميدا ايا كانت نتيجته، ولكنه ومنذ ان خرج قبل 3 سنوات من تلك القنوات كاد ان يتسبب في كارثة على البلد، فالصراع داخل الأطر الدستورية قابل للاحتواء مهما بلغ حجمه، اما الصراع خارج تلك الاطر فمهما صغر لم يكن من الممكن السيطرة عليه، بل وكاد ان يجر البلد الى منزلق خطر يمس الأمن القومي بشكل لم يحدث من قبل.

 ****

المعارضة الآن مطالبة بالعودة الى سياق العمل الديمقراطي، وان تتوقف عن محاولات تصدير الصراع الى خارج الحدود الدستورية، ويمكنها ذلك وليس لها من حجة بعد اليوم ولا ذريعة فلا يمكن ان نغامر من اجل مصالح حزبية سياسية ضيقة بمستقبل بلد بأكمله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى