شؤون عربية
أخر الأخبار

تأجيل جديد لعملية الاجتياح البري لغزة


محمَّد عبد المحسن-حماك
منذ إطلاق عمليَّة “طوفان الأقصى”، من قِبل كتائب القسَّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلاميَّة، حماس، في 7 أكتوبر الجاري، تهدِّد دولة الاحتلال الإسرائيلي باجتياح قطاع غزَّة في عمليَّة برِّيَّة موسَّعة قد تستغرق أسابيع، بزعم العمل على القضاء على الحركة بالكامل ونزْع كافَّة أسلحتها. وبرغم التَّأكيد المتكرِّر على حتميَّة شنِّ تلك العمليَّة، واقتراب ساعة الصِّفر، فقد تأجَّلت العمليَّة أكثر من مرَّة، ما فسَّره مراقبون بأنَّه نابع من خوف دولة الاحتلال من تبعات تلك العمليَّة الَّتي قد تكبِّدها خسائر بشريَّة كبيرة، وإن كانت هناك أسباب أخرى.
أسباب محتملة لتأجيل عمليَّة الاجتياح البرِّي
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكيَّة مقالًا تحت عنوان “كيف حاولت إدارة جو بايدن إبطاء الغزو الإسرائيلي لغزَّة”، في 22 أكتوبر الجاري، تناولت فيه بعض الأسباب الَّتي دفعت الإدارة الأمريكيَّة إلى توجيه دولة الاحتلال إلى التَّريُّث قبل تدشين الهجوم المحتمل. ويأتي على رأس تلك الأسباب مواصلة المفاوضات الخاصَّة بإطلاق الرَّهائن المستوطنين الإسرائيليين، وعددهم 212 شخصًا، بعد موافقة حماس على الإفراج عن رهينتين أمريكيتين. ويلي ذلك العمل على إيجاد آليَّة ثابتة لتوصيل المساعدات الإنسانيَّة إلى مستحقِّيها في القطاع المنكوب، الَّذي يعاني قاطنوه من نقْص حادٍّ في الوقود والمياه والغذاء. وبما أنَّ التَّوغُّل البرِّي في غزَّة ليس بالمهمَّة البسيطة، في ظلِّ ارتفاع مستوى الاستعداد لدى مقاتلي حماس، فقد وقع خلاف بين قيادات دولة الاحتلال بشأن نطاق العمليَّة. فبينما يفضِّل بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، تضييق النِّطاق، تجنُّبًا للتَّداعيات المحتملة لتلك العمليَّة، يرى يوآف غالانت، وزير الدِّفاع، ضرورة توسيع نطاق العمليَّة.
الولايات المتَّحدة تخشى على مصالحها في المنطقة العربيَّة
أوضح مقال واشطن بوست أنَّ إدارة بايدن تضع في الاعتبار أنَّ التَّصعيد في المنطقة العربيَّة من شأنه تهديد مصالحها في المنطقة، خاصَّةً إذا ما اتَّسع نطاق الحرب ليشمل جبهات جديدة، بعد دخول إيران ميدان المعركة. قد تتعرَّض القواعد الأمريكيَّة إلى هجمات موسَّعة، بعد تعرُّض قاعدة عين الأسد في العراق لستِّ هجمات صاروخيَّة قد تكون بتدبير من الميليشيات الشِّيعيَّة المدعومة من إيران، وهو ما دفَع الولايات المتَّحدة إلى رفْع جهوزيَّتها العسكريَّة، والدَّفع بمزيد من أنظمة الدِّفاع الجويَّة إلى المنطقة. هذا، وقد أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنَّ نتنياهو وافق على طلب بايدن تأجيل الاجتياح البرِّي لغزَّة لحين وصول تعزيزات عسكريَّة أمريكيَّة إضافيَّة، دون تحديد إطار زمني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى