منوعات
أعلم العلماء ( 8 ) عباس بن فرناس

نشأته:
أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرتي الأندلسي القرطبي من العلماء المسلمين الأندلسيين في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء. اشتهر بمحاولته المشهورة للطيران، إذ يعدّ أول طيّار في التاريخ.
ولد عباس بن فرناس عام ولد عام 194 هـ الموافق لسنة 810 م من أصول أمازيغية تاكرتا، ترعرع بقرطبة وتوفي عام 271 هـ الموافق لعام 887 م.
حياته العلمية:
- درس عباس بن فرناس الطب والصيدلة وأحسن الإفادة منهما، فقد عمد إلى قراءة خصائص الأمراض وأعراضها وتشخيصها، واهتم بطرق الوقاية من الأمراض عملاً بقولهم: “درهم وقاية خير من قنطار علاج”، ثم قام بدراسة وتجارب علاج من أصيب بالأمراض على مختلف أنواعها ثم أجرى الدواء.
- درس خصائص الأحجار والأعشاب والنباتات ووقف على خواصها المفيدة في المعالجة. وكان في سبيل ذلك يقصد المتطببين والصيادلة ويناقشهم فيما بدا له من اطلاعه في هذه الصنعة الجليلة التي تحفظ البدن وتقيه من آفات الأدواء والأعراض.
- يعتبر أول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران.
- قام عباس بن فرناس بتجارب كثيرة، درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء، وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام، واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقي الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته، وهو يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنها سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء.
- بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، و كان عمره وقتها يقارب الـ 65 فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد والطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة، وصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذي في ظهره، فقد فاته أن الطائر إنما يقع على ذنبه، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.(و قيل أيضا انه اصيب بكسر في ضلعه).
آثاره وانجازاته العلمية:
- الميقاتة: كان أول من صنع الميقاتة لمعرفة الأوقات كما جاء في الأعلام.
- المنقالة: اشتهر ابن فرناس بصناعة الآلات الهندسية مثل المنقالة (آلة لحساب الزمن)، ونرى نموذج ذلك بالمسجد الكبير بمدينة طنجة، كما اشتهر بصناعة الآلات العلمية الدقيقة.
- ذات الحلق: اخترع آلة صنعها بنفسه لأول مرة تشبه الإسطرلاب في رصدها للشمس والقمر والنجوم والكواكب وأفلاكها ومداراتها ترصد حركاتها ومطالعها ومنازلها والتي عرفت بـ”ذات الحلق”.
- القبة السماوية: ابن فرناس هو المخترع الأول للقبة السماوية، وكان الناس يقصدون منزله لمشاهدة ما اتخذه من رسم جميل بديع في منزله, فقد مثل هيئة السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها والشمس والقمر والكواكب ومداراتها.
- اختراع الزجاج من الحجارة والرمل: أجمع المؤرخون أن عباس بن فرناس كان أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة والرمل.