ترامب يؤكد وجود فرصة لسلام دائم بالشرق الأوسط مع التركيز على ملف جثث الرهائن في غزة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء السبت، في منشور على منصته “تروث سوشيال”، إن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يشهد سلامًا قويًا جدًا، مع فرصة كبيرة لأن يكون هذا السلام أبدياً.
وأشار ترامب إلى أن النجاح في هذه المرحلة يعتمد على التزام جميع الأطراف بواجباتها، وذكر بشكل خاص قضية إعادة جثث الرهائن المتوفين في قطاع غزة، والتي اعتبرها محورًا رئيسيًا لاستمرار مسار السلام.
وأوضح: “سيتعين على حماس أن تبدأ بسرعة إعادة جثث الرهائن المتوفين، بما في ذلك أمريكيان، وإلا فإن الدول الأخرى المشاركة في هذا السلام العظيم ستتخذ إجراءات.”
كما شدد على أن بعض الجثث صعب الوصول إليها، بينما يمكن إعادة البعض الآخر فورًا، متسائلاً عن سبب التأخير، وأكد أن المعاملة العادلة للطرفين مرتبطة بالامتثال الكامل للالتزامات المتفق عليها.
سياق اتفاق وقف إطلاق النار
بدأ اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا، ويستند إلى خطة وضعتها إدارة ترامب سابقًا.
تشمل الخطة: إنهاء الحرب ووقف التصعيد العسكري، انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي من المناطق المتأثرة، إطلاق متبادل للأسرى، دخول فوري للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
منذ بدء تنفيذ الاتفاق، تم الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة و16 رفاتًا من أصل 28، أغلبهم إسرائيليون. وتؤكد حماس أنها تسعى لإغلاق هذا الملف، لكنها تحتاج وقتًا ومعدات متطورة وآليات ثقيلة لإخراج بقية الجثامين.
الأبعاد الاستراتيجية
ـ تعزيز الاستقرار الإقليمي: تصريحات ترامب تأتي في وقت حرج، حيث تهدف إلى دعم جهود وقف التصعيد وتعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة، في سياق السلام طويل الأمد في غزة والشرق الأوسط.
ـ ضغط دبلوماسي على حماس: التأكيد على إعادة جثث الرهائن يمثل آلية ضغط دبلوماسي لضمان الالتزام الكامل بالاتفاق، ويبرز دور الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في ملف الوساطة والتسوية.
ـ حاجة إلى التنفيذ الفني واللوجستي: استمرار تأخر تسليم بعض الجثث يعكس التحديات اللوجستية والأمنية التي تواجه حماس، بما في ذلك الحاجة إلى معدات ثقيلة وخبرة فنية للتعامل مع المراحل النهائية من عملية الإفراج.
ـ إشارات إلى السلام الدائم: ترامب يربط بين الالتزام بالملفات الإنسانية وفرصة السلام الدائم، ما يشير إلى استراتيجية سياسية قائمة على التحفيز والمساءلة المتبادلة بين الأطراف.
السيناريوهات المستقبلية
ـ التنفيذ الكامل للاتفاق: نجاح إعادة جميع الجثث وإطلاق الأسرى قد يعزز ثقة الأطراف الدولية والمحلية في خطة السلام.
ـ التأخير أو التعثر: أي عقبات تقنية أو سياسية قد تؤدي إلى توتر دبلوماسي جديد، وربما ضغوط أمريكية وإقليمية على حماس.
ـ السلام الدائم: إذا تم الالتزام الكامل، يمكن أن تمثل هذه المرحلة نقطة انطلاق لسلام أوسع في غزة وربما في المنطقة، مع تعزيز الدور الأمريكي كوسيط رئيسي.
تصريحات ترامب تؤكد أن السلام في الشرق الأوسط ممكن، لكنه مشروط بالالتزام الكامل بالاتفاقيات الإنسانية والسياسية، خصوصًا فيما يتعلق بملف جثث الرهائن وإطلاق الأسرى.
وتعكس هذه التصريحات توازنًا دبلوماسيًا حساسًا بين الضغط على حماس لضمان التنفيذ، وبين إبراز الفرصة التاريخية لتحقيق سلام دائم ومستقر في المنطقة، مع بقاء الولايات المتحدة اللاعب المركزي في إدارة المسار.



