
الجهل بالمعطيات يدفعك إلى وجهة غير معلومة عند تحليلك لحدث معين…وهو إن وقع كسلوك جماعي يؤدي إلى حالة التيه الاجتماعي. في تعاملنا مع ثقافتنا الاجتماعية (قيم ومعتقدات) أصبح الجميع حامي الحمى…وطنيا وغير وطني٬ مؤزما وإطفائيا، مقربا ومبعدا، حبيبا ومنبوذا وهلم جرا!
تحاول أن تسألهم كيف توصلت إلى تصنيفك لهذا أو تلك المجموعة فيأتيك رده من دون أدلة فقط عبارات سمعها أو قرأها من هنا أو هناك ولذلك نهى المولى عز شأنه عن هذا السلوك السيئ الذي يجلب السيئات لكل من اتخذ سبيلا وبمتابعة سريعة لما يدور في مواقع التواصل تستطيع أن تفهم ماذا أعني.
لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل…ولو أحسنوا الظن بالمفهوم الوطني المطلوب للعمل وفقهه لما وصلنا إلى حالة اللا اتزان في الأطر الاجتماعية التي تربط بيننا كأفراد ومجاميع!
سبق وذكرت في أحد المقالات عبارة إدارية مهمة وهي «الأمر الذي لا تستطيع قياسه٬ لا تسطيع إدارته» وهذه القاعدة تستخدم من قبل الحكماء فقط أما سواهم من اتبع الظن والهوى أو الاعتماد على وكالة «يقولون» فهم خارج نطاق التحليل الاجتماعي الذي نحترم مجاراته والذي يبني القرار بعد التثبت.
ووفق المنظور الشخصي٬ أرى إن كل حدث من شأنه إيقاع الضرر بالوطن يعتبر منبوذا مهما كانت الدوافع، لأن العاقل لا يقبل بالضرر ويقدم النصيحة حسب الأصول الاجتماعية التي جبل عليها أجدادنا وإن اختلف الزمان ورجاله فهذا لا يعطينا الحق في تغيير التاريخ الذي شهد تغييرات طيبة أساسها أدب الحوار.
قد يقول قائل…«هم لم يحترمونا؟…طيب أين المشكلة؟
وهل التعامل معك بشكل غير محترم من شخص ما أو مجموعة ما يجعلك تهوي بقيمك وعاداتك وتنساق وراء قلة الأدب في الحوار؟
الحياة مدرسة والتاريخ أحداثه هي من تعلمنا الغث من السمين وأعتقد أننا فتحنا الباب لهوى الأنفس في طريقة إدارتنا لمؤسساتنا وشؤون مجتمعنا وعليه نتجت لنا حالة «التحلطم» والبحث عن مخرج ما زال جاريا!
واقع الحال يقول إننا لن نصل إلى الحل المطلوب إن لم نعد إلى النقطة التي اختلفنا حولها، وهنا تتطلب الحاجة دخول أطراف محايدة لها قبول من جميع الأطراف وتتصف بالحكمة لإعادة سمات المجتمع إلى ما كانت عليه قبل عقود عدة حيث الطيبة والتسامح عبر المكاشفة منهجا متبعا.
من منا يستطيع تغيير ثقافة المجتمع منفردا أو وفق أجندة خاصة بمجموعته؟
صعب جدا فالرسالة الإصلاحية تبدأ من الجلوس على طاولة واحدة تضم كل طرف تهمه مصلحة الوطن وأن يكون بين هؤلاء عقلاء حكماء محايدون، ومن الطبيعي أن يشهد النقاش وإن حصل شد وجذب وهو أمر متوقع لكن أن تترك الأمور للزمن فلا أعتقد بأننا سنتوصل إلى حل.
ليعلم الجميع ان كل ما يحصل خير سواء أعجبنا أم لا يعجبنا…إنها سنة الله في خلقه وكل أمر يحصل من حولك هو أمر قد كتب لك فلم الضجر؟…إنه كله خير!
لا تستعجل في حكمك وإن غضبت ردد معي وبكل احترام…«سلام يا وطني» والله المستعان!