
عبدالمحسن يوسف جمال:
دخول رجل الأعمال الأميركي دونالد ترامب سباق الترشح الرئاسي للحزب الجمهوري أحدث حراكاً سياسياً على الساحة الاميركية، وأربك حسابات الجميع، وفي مقدمتهم الحزب الجمهوري.فترامب لم يكن سياسياً، ولم يتقلد منصباً نيابياً او وزارياً من قبل، ولم يكن حاكماً لولاية او محافظاً لمنطقة.
وبالتالي، فإن دخوله عالم السياسة والى الرئاسة مباشرة ضايق السياسيين المحنكين، الذين أمضى بعضهم عقودا في العمل السياسي.وللمرشح ترامب تصريحات مثيرة للجدل، منها انه يعتبر وجود صدام حسين في حكم العراق افضل! وكذلك وجود القذافي في ليبيا!
ولعل ذلك مؤشر على نفسية ترامب الدكتاتورية، والتي تميل الى العنف كما كان صدام.
وفي الاتجاه نفسه، فانه يهاجم العرب والمسلمين، ويعتبرهم محاضن للارهاب، ويطالب بمنع دخول اللاجئين السوريين، ويدعي ان من بينهم العديد من الارهابيين!
وانه سيكون صارما مع تنظيم داعش.
كما يدعو الى طرد المهاجرين غير الشرعيين، والى بناء جدار عازل مع حدود المكسيك، والطريف انه يطالب بان تشارك المكسيك بدفع جزء من تكاليف هذا الجدار.
ويقوم ترامب، وهو الملياردير، والذي تبلغ ثروته ما يعادل العشرة مليارات دولار، على الانفاق على حملته من حسابه الخاص دون الحاجة الى مساندة الحزب الجمهوري.
ومن آراء ترامب المولود عام 1946 عدم اعطاء من يولد على الاراضي الاميركية من المهاجرين الجنسية بشكل تلقائي.
وبالنسبة الى السياسة الخارجية، والتي يتهمه المرشحون الآخرون بجهله بها، فانه يدعو الى التشدد مع الصين وتعديل الميزان التجاري معها ليكون لمصلحة اميركا.
وعلى الرغم من هجوم السياسيين عليه، بمن فيهم اعضاء الحزب الجمهوري، فان شعبيته في ازدياد كدليل على عزوف الناخب الاميركي عن السياسيين التقليديين، وقبولهم بآراء ترامب.
هذا التحول في مزاج الناخب الاميركي قد يغير التوجهات الاميركية المستقبلية اذا نجح ترامب في الانتخابات، ولم تستطع المرشحة الديموقراطية الاكثر حظا هيلاري كلنتون من ايقاف مده السريع.
على كل حال فان ترشيح ترامب وتقدمه أحرج العديد من سياسيي الحزب الجمهوري، الذين يرون في نجاحه احراجا لهم، فهو القادم من خارج الاطار السياسي الذي تعودوا عليه.