منوعات

أعلم العلماء ( 1 ) أبوبكر الرازي

موجز حماك:images (1)

وعدت صحيفة حماك الالكترونية أن تقدم لقرائها الكرام سلسلة أعلم العلماء ممن لهم دور بارز ومؤثر في تاريخ البشرية , وها نحن ذا نفي بالوعد ونقدم العالم الأول من علماء هذه السلسة , ألا وهو شيخ الأطباء أبوبكر الرازي

  • ينتمي أبو بكر محمد بن زكريا الرازي إلى القرن الثالث الهجري، ولد في مدينة الري جنوبي طهران بفارس.
  • عاش الرازي في أيام الخليفة العباسي عضد الدولة، وكان مجلسه من العلماء والحكماء. وقد استشاره الخليفة عندما أراد بناء المستشفى العضدي في بغداد، وذلك لاختيار الموقع الملائم له.
  • اشتهر الرازي بعلوم الطب والكيمياء، وكان يجمع بينهما لدى وضع الدواء المناسب لكل داء. ويعتبره المؤرخون من أعظم أطباء القرون الوسطى، فقد جاء في كتاب الفهرست: كان الرازي أوحد دهره، وفريد عصره، وقد جمع المعرفة بعلوم القدماء، سيما الطب.
  • مؤلفات الرازي:

ترك الرازي عدداً كبيراً من المؤلفات, فلقد امتاز بوفرة الإنتاج، حتى أربت مؤلفاته على المائتين وعشرين مخطوطة، ضاع قسم كبير منها بسبب الأحداث السياسية، ولم يصلنا منها سوى النذير اليسير المتوفر حالياً في المكتبات الغربية؛ فمن مؤلفاته المعروفة:

–      (الطب الروحاني).

–      كتاب (سر الأسرار).

–      كتاب (الأسرار في الكيمياء) الذي كان مرجعاً في مدارس أوروبا مدة طويلة.

–      كتاب (الحصبة والجدري): الذي عرض فيه أعراض المرضين والتفرقة بينهما.

–      كتاب (من لا يحضره طبيب) المعروف باسم (طب الفقراء): وفيه شرح الطرق المعالجة في غياب الطبيب منا يعدد الأدوية المنتشرة التي يمكن الحصول عليها بسهولة.

–      كتاب (الحاوي): فهو من أعظم كتب الطب التي ألفها.

  • إسهامات الرازي في علم الكيمياء

–   سلك في أبحاثه مسلكاً علمياً سليماً، فأجرى التجارب واستخدم الرصد والتتبع، مما أعطى تجاربه الكيميائية قيمة خاصة، حتى إن بعض علماء الغرب اليوم يعتبرون الرازي مؤسس الكيمياء الحديثة. وقد طبق معلوماته الكيميائية في حقل الطب، واستخدم الأجهزة وصنعها.

– قسَّم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي: المواد المعدنية، المواد النباتية، المواد الحيوانية، المواد المشتقة. كما قسم المعدنيات إلى أنواع، بحسب طبائعها وصفاتها، وحضر بعض الحوامض. وما زالت الطرق التي اتبعها في التحضير مستخدمة حتى اليوم.

–  أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي أطلق على اسم (زيت الزاج) أو (الزاج الأخضر).

  • إسهامات الرازي في الطب:

أ- عملية فتح الحنجرة (القصبة الهوائية):

 يقول الرازي: “العلاج أن تشق الأغشية الواصلة بين حلق قصبة الرئة ليدخل النَّفَس منه، ويمكن بعد أن يتخلص الإنسان وتسكن تلك الأسباب المانعة من النَّفَس أن يخاط ويرجع إلى حاله، ووجه علاجه أن يمد الرأس إلى الخلف ويمد الجلد ويشق أسفل من الحنجرة ثم يمد بخيطين إلى فوق وأسفل حتى تظهر قصبة الرئة… فإذا سكن الورم، وكان النَّفَس فَلْيُخَطْ ويمسك قليلاً واجعل عليه دروزًا أصغر”.

ب- الجراحة كانت كالشر الذي لابد منه:

 لا يلجأ للجراحة إلا إذا كانت هي الحل الأخير، فكذلك كان يفعل الجراحون العرب؛ من ذلك ما نجده في قول الرازي في كتابه (محنة الطبيب): “متى رأيت الطبيب يبرئ بالأدوية التي تعالج بعلاج الحديد والعملية الجراحية مثل الخراجات والدبيلات واللوزتين، والخنازير واللهاة الغليظة والسلع والغُدد… فمتى أجاد الطبيب في جميع هذه ولا يحتاج في شيء منها إلى البط والقطع إلا أن تدعو لذلك ضرورة شديدة فاحمد معرفته”، ومن ثم سار المثل: آخر الدواء الكي.

ج- الطب النفسي:

 أشار الرازي إلى أهمية العامل النفسي في العلاج، وكان أول طبيب يتوصل إلى الأصول النفسية لالتهاب المفاصل الروماتيزمي. وقد فرق بينه وبين مرض النقرس, وقرر أنه مرض جسدي في ظاهره إلا أنه ناشئ عن الاضطرابات النفسية، وأن أكثر من تظهر عليهم هذه الأعراض من أولئك الذين يكظمون الغيط؛ وبتراكمه يتعرضون لهزات نفسية كبيرة.

 رأى الرازي أن بعض أنواع سوء الهضم تنشأ عن أسباب نفسية؛ فقد “يكون لسوء الهضم أسباب بخلاف رداءة الكبد والطحال، منها حال الهواء والاستحمام ونقصان الشرب، والهموم النفسانية. وينبغي للطبيب أن يوهم المريض بالصحة ويُرجّيه بها، وإن كان غير واثق بذلك , فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس”.

 د- التشريح:

 يقول الرازي في كتابه محنة الطبيب: “فأول ما تسأله عن التشريح ومنافع الأعضاء، وهل عنده علم بالقياس وحسن فهم ودراية في معرفة كتب القدماء، فإن لم يكن عنده ذلك، فليس بك حاجة إلى امتحانه في المرضى. وإن كان عالمًا بهذه الأشياء، فأكمل امتحانه حينئذ في المرضى”.

رحم الله شيخ الأطباء وجزاه خير الجزاء لما قدمه للأمة بل والعالم أجمع من فوائد وإنجازات لا يزال ينتفع بها إلى اليوم.

 نلتقي في المقالة التالية إن شاء الله عن عالم موسوعي فذ من علماء الأمة الإسلامية قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية , فإلى الملتقى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى